صفحة:أدباء العرب في الأعصر العباسية.pdf/64

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

على هيجاء اليمن ، وكان قد هجا معها هاشم بن حديج ، فاعتذر له ومدح اليمن . فيتين من ذلك ان شاعرنا لم يكن ذا عصبية عربية، وانما انتسب الى نزار ليعتر بها . فلا دفعته نزار ، وهجاه احد ابنائها ، لجأ الى اليمن. ومع ان اليمن رضيت به مولى لها، فقد كان يؤثر التعاجم ، ويفضل الفرس على العرب، و يشايع الشعوبية . وقد افضی به تهاجمه الى السجن ، كما مر بنا . اساندن وعلومه رغب ابو نواس في العلم والادب منذ صباه، فقرأ القرآن على يعقوب الحضرمي حتى حذقه . فقال له يعقرب : « اذهب فانت اقرأ اهـل البصرة . » و جلس إلى الناشيء الراوية فقرأ عليه شعر ذي الرمة واختلف الى كثير من العلماء والادباء ، وكان والبة بن الحباب اکثر استاذيه تخريجاً له. وجلس في البصرة بعد تبديه الى ابي عبيدة يأخذ عنه اخبار العرب و ايامها . والى خلف الاحمر يسأله عن الشعر ومعانيه ، والى ابي زيد الانصاري يكتب عنه القريب من الالفاظ . ثم نظر في نحو سيبويه . ثم طلب الحديث ، فاخذه عن عبد الواحد بن زياد العبدي ، ويحيى القطان ، وأزهر السنان، وغيرهم من كبار محدثي البصرة . ولم يتخلف عن احد منهم حتى برع في كل علم طلبه . فاذا هو راوية للشعر واسع الرواية، يحفظ الاحاديث بالاسناد ، محكم القول؛ عالم باللغة لا يخطيء، مطلع على الحكمة الهندية واليونانية ، حتى قال فيه بعض من شاهدوه : « كان اقل مافي ابي نواس قول الشعر . * يريدون بذلك تفوقه في علوم عصره . قال اسماعيل بن نوبخت : « ما رأيت اوسع علم من ابي نواس ولا احفظ منه قلة كتبه . ولقد فتشنا منزله بعد موته فما وجدنا له الا قطراً فيه كتاب مشتمل على نحو وغريب لا غير . » و القسطرة ما يصان فيه الكتب ، يذكر ويونت