صفحة:أدباء العرب في الأعصر العباسية.pdf/69

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

وشعره او عب ...جم لاسماء الحانات والملاهي في بغداد وغير بغداد ، فلا يترك موضعاً تنسب اليه الخمر الطبيبة الا ذكره ووصف خمرته فاذا تم له خمرة يصطبحها في احد هذه المواضع ، فتلك لذة العيش عنده ، كيف لا والحمرة شقيقة نفسه، يتعبد لها ويؤثرها على الصلاة ، ويسميها احسن الاسماء ، ويصفها الطف الاوصاف ، ويبكي عليها لان القرآن حرمها وهو يريد تحليلها ولكنه يشربها وان حرمت : ولكني أبكي على الراح أنها حرام علينا في الكتاب المنزل سا شربها صرفا ، وإن هي حرمت، فقد طالما واقعت غير محلل ولذلك يؤثرها مطبوخة بالشمس لا بالنار لئلا تصير نذأ محللا الراح بشمس ، فكفى بالشمس نارا ، فأطيخ وما ينتهي من التشبيب بها الا ليصف مجالس لهوه ، ويتحدث عما يأتي به من الاعمال الشائنة . فيشتد حينئذ مجونه ، ويكثر فيحشه واستهزاؤه ، وتبدو اخلاقهما فيها من مرض و فساد ، واحسن المجالس عنده في الرياض والبساتين ، بين الازهار والرياحين ولا سيما اذاجاء فصل الربيع . ويطيب له الشراب على آلات الطرب واصوات المغنين ، يحف به الساقي والنديم . وتراه شديد الاهتمام بها، يصفها وصفاً دقيقا، وقد يفضلها على الحمرة التي يتعبد لها . واكثر ما يكون ساقيه من الغلمان ، فاذا وصفه شبهه بابناء الخلفاء والملوك من عباسيين وغساسنة ، وربما دارت عليه بالكأس جارية ، ولكنها تكون غالباً غلامية مطمومة " الشعر .

واذا وصف النديم لمست في شعره عاطفة الاعظام له ، والعطف عليه، والعناية مصاحبته ومداراته . فيتحدث عن ادبه معه ، ثم عن خبر الندامى عنده، وعن اداب المنادمة عموماً ، فيضع لاصحاب اللهو والشراب قوانين ليسيروا عليها . و عنايته باختيار النديم ثم اعظامه للخمر جعلاه يحرم شربها على الانام ، وعلى ا واقعیت : خالطت معدومة الشعر : مقصوصه نشبها بالغلمان •