صفحة:أدباء العرب في الأعصر العباسية.pdf/70

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

٦٤ الذين ليسوا باكفانها . ولا يغفل عن وصف الكؤوس ، فيقف ازاءها موقف مصور بارع ، فيرسم .1 عليها من التصاوير و الخطوط . فيعطينا فرائد جليلة عن حسن صناعتها عند الشعوب التي خالطت العرب ، وعما كان ينقش عليها من الصور التاريخية توانه على القديم

و خمرياته تطلعنا على تجدده وثورته على القديم ، فهو كما عرفنا ، شعوبي النزعة يؤثر الفرس على العرب،وينفر خصوصاً من الحياة البدوية، ولا يأنس باساليب الاعراب من وقوف على الاطلال ، وبكاء على الدمن. ولا يلذ له وصف النوق والشياه ، و الوحش والقفار . و انما يطيب له ان يصف ملاهيه و مجالس لذته . فراح يهزأ بالشعراء الذين يقفون على الديار ، ويكون الاطلال البالية ، ويستنطقون اثارها ، ويسألونها عن ليلى وهند وسواهما من عرائس الشعر . ويدعوهم إلى اتباع مذهبه : لا تنك اللى ولا تطرب إلى هند، وأشرب على الورد من حمراء كالورد اراده وعقائده لم يكن الشاعر نام ذهب يعتمد عليه الا اللذة،فعليها وحدها بنى اراءه و عقائده . وفي خمرياته ومجونه يظهر لنا مذهبه هذا، مسخراً له احكام الدين وشرائعه ،قانها من دنياه بكأس وحبيب : رضيت من الدنيا يكاس و شادن ، تحير في تفصيله فطن الفكر واذا لامه في ذلك لائم صاح به يا من يلوم على حمراء صافية ، صر في الجنان ودعني أسكن الفارا و ابونواس مسلم يؤمن بالله وبالرسول ، ولكنه مستهزى. اباحي ، عريض لذته ، فاذا عرضت له تناولها من ايةناحية بدت، ولو خالف فيها شرائع الاسلام - و اذا طلب اليه ان يحج، ويتوب الى ربه قال : و قائل : هل تريد الحج ؟ قلت له : نعم إذا فنيت لذات بغداد على ا بغذاذ : لغة في بغداد