صفحة:أدباء العرب في الأعصر العباسية.pdf/71

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

وحج لما حجت صاحبته جنان ولولاها لما حج ، وكان يضن بوقته ان يضيعه في الصلاة وهو على شرابه ، فاذا سمع نداء المؤذن قال لساقيه : عاطني كأس سلوة ، عن أذان المؤذن ويصوم رمضان مكرها ، فما يفتأ يتذمر عليه . فاذا ضاق به ذرعاً هجاه و افطر وشرب و تعهر . وكان شديد الاتكال على عفو الله ، وله في ذلك نظر فلسفي خلق الفرات إلا لأمري في الناس تخاطي ؟ 2 10

ويريد انه لولا الخطيئة لما كان الغفران ، والغفران بلا خطيئة لا معنى له . وقد يلتمس العفو بطريقة مجونية ظريفة . فيقول وضع الزق جانباً رمع الزق مصحفا ، وأحس من ذا ثلاثة، وأتل من ذاك أحرفا " خير هذا وشر ذا ، فإذا الله قد عفا ، فاقد فاز من محا ذا بذا عنه ، واكتفى واتكاله على عفو الله جعله ينكر على النظام شيخ المعتزلة تشدده في امر الغفران ، ويرميه بالكفر ، والأزراء بالدين . فيقول : خلق : اي أخلق . حذف أداة الاستفهام ، ۲ احس : اشرب . ثلاثة : ثلاثة ارطال م الحسنان : الحسن البصري وابن سيرين فقل لمن يدعي في العلم فلسفة : حفظت شيئا ، وغابت عنك أشياء ! وجملة ما يقال في ابي نواس والحمر انه احبها حتى العيادة . فافتن في وصفهـا افتناناً لم يجاره احد فيه ، حتى قيل : « لقد وصف ابو نواس الخمر وصفا لو سمعه الحسنان" لهاجرا اليه ، و لعكفا عليه • » وحتى ان اصحابه سجدوا لشعره عندما انشدهم : لا تنك ليلى ، ولا تطرب إلى هند . و خمرياته اصدق صورة لنفسه الخالعة الرسن، و للروح البغدادية الماجنة في عصره. -