صفحة:أدباء العرب في الأعصر العباسية.pdf/75

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

الجد قات مثل قولي : ايها المنتاب عن عمره 79 ليس في رثاء ابي نواس كبير غناء ، فكأن نفسه في تطلبها السرور ، ونفورها من الاشجان ، ابت عليه ان يعرف الحزن الصحيح فيجيد الرثاء ، ولم يكن له اسرة همه امرها فيحزن اذا اصيب احدها بمكروه وروي له بيتان في رثاء ابن له ،ولا ندري كيف جاءه هذا الولد ، لان رواة اخباره يؤكدون انه اعرض عن عرسه وطلقها يوم زواجه بها ، فلم تبت ليلة عنده ، ومنهم من يزعم انه لم يتزوجها . وهبه رزق ولداً منها او من غيرها ، فليس في رثائه لهذا الولد شيء من الحنو الابوي . واليك ما يقول فيه : لعمرك ما أبقى لنا الموت باقياً تقر به عينا غـداة نووب كأني وترت الموت بأبن أفاده، على حين حانت كبرة ومشيب و كان كثير الاصدقاء ، واكثرهم من المجان ، ولكن ليس له في رثاء احدهم شيء يعتد به ، فقد كان يريدهم للهو والعبث لا للحزن والبكاء . ورئی استاذه والية ، فجاء رثاؤه ضعيف العاطفة ، مع ما كان بينها من مودة قديمة . ولا عجب فالمودات لا يطول لهاعمر بل تخف وتزول بالافتراق و التباعد، وكرور الايام والسنين . ومات الرشيد فلم يجزع عليه لانه لم يمدحه عن حب واخلاص ، ولم يستطع رثاءه ياكثر من بيتين جافين باردين . 17 و لعل نفسه لم تشعر بفراغ حولها الا يوم مصرع الامين فقد استولى على ابي نواس بأس و قنوط،و آلمه فقد خليله، ومورده العذب،واحس الخسارة الجسيمة التي لا تعوض، فبكى صديقه ورثاه . وكان صادق البكاء، عاطفي الرثاء ، ومع ذلك فقد ضاقت ذراعه عن رثائه باكثر من بضع مقطعات لا تزيد واحدتها على اربعة ابيات منها قوله : - ا نو وب : نرجع اي ترجع الى بيتنا او الى اسرتنا وترت : اصبته بوتر اي ثأر اي قتلت حميما له ، افاده : اخذه ، يقول : كاني قتلت للموت ابنا فاخذ ثاره وقتل ابني