صفحة:أدباء العرب في الأعصر العباسية.pdf/76

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

Y طوى الموت ما بيني وبين محمد، وليس لما تطري المئة ناشر ، فلا وصل إلا عبرة تستديها أحاديث نفس،ما لها الدهر ذاكر و كنت عليه أحذر الموت وحده ، فلم يبق لي شيء عليه أحاذر لين عمرت دور بن لا أوده ، لقد عرت من أحب وكان صاحبنا يشعر بعجزه في هذا الفن، فاذا رئى احداً وتعمد الاطالة، ستر عجزه بوصف الطيور والوحوش . فيذكر مناعتها في الجو والاكام والجبال . ثم يستفيض في اظهار قوتها ،ونشاطها وشدة فتكها، ليستخلص من جميع ذلك حكمة ساذجة وهي ان هذه السباع المنيعة لا تنجو من الموت ، ولو نجا حي من الموت لكانت أولى من غيرها بالنجاة ، ثم ينتقل الى مرثيه فيزوده ببضعة ابيات ليس فيها ما يشجيك او يرضيك FA وفي هذا النوع يكثر تكلفه وغريبه بحيث تشعر انه يتعمد الاغراب تعمد ليستر ضعفه و قصر يده . ولنا في رثائه لاستاذه خلف الاحمراصدق شاهد على ذلك ؟ فقد جاء به وحشي الالفاظ غليظا ، يشغل القسم الأكبر منه ذكر الجوارح و الوحوش - هجوه الهجو في شعر ابي نواس على ثلاثة اقسام : سياسي شعولي قبلي ، وتكسبي ) و شخصي ومنه العبشي . فالسياسي ما ظهرت به شعوبيته في هجر القبائل العربية ولا سيما النزارية بعد انتسابه الى اليمن ، وان تكن حياته الماجنة لم تجعل منه شعوبيا جديا . وكان هجاؤه شديد الوطأة فاحشاً مؤلما ، فلم يدع قبيلة الا مزق اعراضها ، حتى انه لم يعف عن قريش بل تهكم بها ، وغيرها التجارة . ولكنه كان ارفق بها من غيرها لان النبوءة والخلافة فيها ا عبرة : دمعة ، يقول : لم يبق لي بعد موته الا البكاء نديمه ذكريات نفسي للايام الماضية ، ولكنها تبقى مكتومة في سري فليس لها ذاكر ابد الدهر ۲ عمرت : سكنت وأهات