صفحة:أدباء العرب في الأعصر العباسية.pdf/80

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

VE له ، وكيف يكون له فؤاد ؟ مردم قال أبو عبيدة : « ابو نواس في المحدثين مثل امرئ القيس في المتقدمين . فتح لهم هذه الفطن ، ودلهم على المعاني ، وارشدهم الى طريق الادب ، والتصرف في فنونه . » وقال ابن عائشة : « من طلب الادب، فلم يرو شعر ابي نواس، فليس بتام الادب. » وقال ابو حاتم : « كانت المعاني مدفونة حتى اثارها ابو نواس . » وقال ابو عمر الشيباني : « لولا ما اخذ فيه ابو نواس من الأرفات لاحتججنا بشعره، لانة كان يحكم القول ولا يخلطه . » فيتضح من هذه الاقوال على تباين نزعاتها ما كان لشاعرنا من المنزلة السامية عند الادباء الاقدمين. وكان اشدهم محافظة على القديم كابن الاعرابي وابي عبيدة والاصمعي يقبلون على رواية شعره ، ولا سيا المري مع ما فيه من مجون وارفات وخروج على القديم . وما ذلك الا لانهم كانوا يشعرون بلذة هذا الجديد، وما فيه من لطف وظرف، وان كانوا يقدسون القديم ويترهونه وقد او تي ابو نواس من سيرورة الشعر ما جعله يغير على معاني غيره ، فيأخذها ويحسنها فتروى له ولا تروى لاصحابها واقبل الناس على رواية شعره لسهولته وجدة معانيه والفاظه . ثم لانهم رأوا فيه صورة صادقة لعصرهم ، وراقهم ما به من ظرف و مجون فاحبوه وحفظوه و ابو نواس في تصويره عصره يتناول ناحيتي الجد والعبث ، فيجمع بشعره ما في عصره من خلاءة وفتك ومجون ، وما فيه من ثقافة وعلم وفنون . فشعره يحمل لغة الجواري والغلمان بتخنثها وظرفها . ولغة الخمارين والمجان واخبارهم ومعابثاتهم وكثيراً من الالفاظ المولدة التي لم يعرفها المتقدمون، كاستعمال باس بمعنى قبل، ونعت الحبيب بالمولى و السيد . ويصور مشاهد الحضارة الجديدة بصناعتها وفنونها، وحدائقها ا الأرفات : اي بذيء القول ودنسه .