صفحة:أدباء العرب في الأعصر العباسية.pdf/81

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

وملاهيها ، ومواخيرها وحوانيتها ، وازيائها وأشكالها . وفيه نتعرف الزي الغلاء الذي شاع في صدر الدولة العباسية ، حين اخذ الجواري يقصصن شعورهن تشبهاً بالغلام الرومي او التركي او الديلمي ، فاطلق ابو نواس وعصبته لفظة الغلامية على كل جارية مقصوصة الشعر . وهذه اللفظة تناسب لفظة (La garconne) التي يطلقها الفرنجة اليوم على الفتيات المتشبهات بالغلمان وابو نواس يطلعنا في شعره على مبلغ ما وصل اليه مجتمعه . من استهتار بالمعاصي ، واستهزاء من الدين بسبب انتشار البدع . وفي اعتاده على الله يطاعنا على اختلاف اراء السنة والمعتزلة في شأن الغفران . و في هجائه العرب وتفضيله الحضارة الفارسية ، يمثل الى حد ما تلك الجماعة الشعوبية التي كانت تكره العرب وتناوشهم . وفي عبشه ومجونه يرفع لواء التجديد والمجددين ، وفي جده ورصانته يصور طبقة المحافظين خير تصویر ويرينا من علوم عصره واختلاط الثقافات فيه ، لغة العرب ومذاهب الكلام عندهم، وحضارة الفرس واوصافهم ، ومنطق اليونان ودقة ...انيهم ، و اصطلاحات اصحاب الكلام في مجادلاتهم . فمن اي ناحية اتيته تجده شاعر الشخصية وشاعر العصر معاً و كان اثره بليغا في الآداب لانه بث روح التجدد في الشعراء ، وفتح لهم كنوز المعاني الحديثة ، فاقتفروا معالمه ، وتحداه بعضهم في انكار القديم ، واستكراه اساليب الاعراب . وحضهم بمجونه وصراحته على الاسترسال في العبث والتهتك فاسترسلوا وراءه ، وعبثوا وتهتكوا ، وفتحوا باب الخلاعة على مصراعيه