صفحة:أدباء العرب في الأعصر العباسية.pdf/83

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

۷۷ الواثق ، مدحه ابو تمام و لكنه لم يتصل به اتصاله بابيه ،لذلك قلت مدائحه فيه و كان الحسن بن وهب قد ولاه بريد التوصل ، فاقام اقل من سنتين ومات بها . فبنى عليه ابو نهشل بن حسيدالطوسي قبة خارج باب الميدان على حافة الخندق، و اراد بذلك ان يبالغ في اكرامه بعد وفاته لما له من المراثي البليغة في ابيه صفات والمرق كان مديداً، اسمر اللون، يتمتم اذا تكلم لحبسة في لسانه، ولا يحسن الانشاد . فكان علامه الفتح ، ينشد شعره عنه . وكان قوي الحافظة . قيل انه حفظ اربعة عشر الف ارجوزة للعرب غير المقاطيع والقصائد . ا اختلف في تاريخ وفاته ، فجعلها بعضهم تراوح بين سنة ٢٣٠ وسنة ٢٥٠ ه . وهذه مسافة طويلة لا ينبغي لنا المرور بها دون ان نحاول تقصيرها . فراينا ان نرجح سنة ٥٢٣١ اي اواخر خلافة الواثق ، لان اكثر المؤرخين خصوها بالتقدمة على سواها ، ثم لان الشاعر لم يمدح خليفة بعد الواثق ، ولو ادرك المتوكل لما توانى عن مدحه، والواثق مات سنة ٢٣٢ه . وذكر ابن خلكان وغيره إن الوزير ابن الزيات وديك الجن شاعر الشيعة،رثيا اباتمام . وابن الزيات قتله المتوكل سنة ٢٣٣ ه ، وديك الجن لم تمتد حياته الى ابعد من سنة ٢٣٥ ه ) فبوسعنا اذا ان محد وفاة الشاعر بين سنة ٢٣٠ وسنة ٢٣٢ ه والذهاب الى ابعد من ذلك ليس له من مسوغ ولم يكن الخلاف على وفاته بأكثر من الخلاف على ولادته، فقد جعلها بعضهم سنة ١٧٢ھ) وجعلها غيرهم سنة ١٨٨، وجعلها آخرون سنة 193 ، على ان اكثر المؤرخين رجحوا سنة 190 ، وقالوا انه ولد في اواخر خلافة الرشيد ولكن لم تطمئن الى هذا الترجيح لان في ديوان الشاعر قصيدتين يمدح بها الحسن بن سهل ، ويذكر في احداها انه كان في السادسة والعشرين من عمره ، قال : ست وعشرون تدعوني ، فأتبعها، الى المشيب ، ولم تظام ، ولم تحب " فاذا كان مدح الحسن وهو وزير عند المأمون في خراسان ، اي من سنة ٢٠٢ الى سنة ۲۰۳ ھ ، فان ميلاده يقع حوالي سنة 176 هذا على اعتبار انه كان في السادسة والعشرين يوم مدح الحسن . ولكن ليس في القصيدتين اللتين مدحه جهما ما يدل على انه قالها فيه وهو وزير . نرجح انه اتصل به ومدحه قبل ان يتولى الوزارة . وهذا ما يجعلنا نرجح رواية من جعلوا ولادته منه ۱۷۴ ۰۵ . ولا مجال للظن انه مدحه بعد ان ترك الوزارة لان الحسن لم يلمع عنها الا وقد غلبت عليه السوداء، وتغير عقله ، فشد في الحديد ، وحبس في بيت حتى مات لذلك