صفحة:أدباء العرب في الأعصر العباسية.pdf/84

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

VA ومما يروى عنه انه كان يوماً في مجلس ابي سعيد الطائي " . فدخل البحتري وهو فتى و امتدح ابا سعيد بقصيدة. فحفظ ابو تمام اكثرها وادعاها وقال ان البحتري انتحلها . فصدق ابو سعيد كلامه لمكانته في الشعر، ووبخ البحتري لمدح ه اياه بشعر مسروق، فخجل البحتري . فلما رأى ابو تمام ذلك قال : « الشعر لك يا بني ، والله ما قلته قط ، ولا سمعت به الا منك . ولكنني ظننت انـك تهاونت بموضعي ) فا قدمت على الانشاد بحضرتي من غير معرفة كانت بيننا،تريد مضاهاتي، ومكاثرتي . حتى عرفني الامير نسبك ، وموضعك ، ولوددت ان لا تلد طائية الا مثلك " . » وهذه الرواية لا تقتصر على اظهار قوة الحافظة في الشاعر ، بل تظهر ايضا عصبته في بني طي. ، واعتداده بشاعريته . وهذا الاعتداد جمله يتحاشى عن الدنايا ، و يأبى التذلل اذا مدح . ويحدثنا صاحب الاغاني ان ابا تمام مدح عبد الله بن طاهر وهو على خراسان فنثر عليه الف دينار ، فلم يمسسها بيده ترفعاً عنها ، فالتقطها الغلمان . و كان قطنا حاضر المدينة ، كريم الاخلاق كثير المروءة . ولطالما استخدم نفوذه وشعره لمساعدة من يلوذ به ، ويعتمد عليه - وعاش في بيئة رفيعة، فلم يصحب غير الخلفاء والامراء. لذلك قل تبذله واستتر في معاصيه ، ولم يمعن في شرب الحمرة . على انه تسرى بالغلمان كغيره من اهل عصره ، وشاب بهم م ،واسرف في طلب اللذة،و لكنه لم يتعهر في شعره كابينواس، بل صانه عن المجون ، فلم يرو له من فاحش القول غير شيء قليل و كان الى ذلك حسن الاسلام ، قوي عاطفة الدين ، و ان لم يحافظ جد المحافظة على شرائعه واحكامه • اثاره 1 - (PAD. ) * W لم يجمع شعر ابي تمام حتى جاء الصولي فرتبه على الحروف ، ثم رتبه علي بن حمزة ا هو محمد بن يوسف الشغري الطائي من مشاهير قواد المعتصم توفي في خلافة المتوكل

٢٣٦ ه (

م لان البحتري طائي