صفحة:أدباء العرب في الأعصر العباسية.pdf/87

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

و كان اصدق لهجة في مدح انسبائه منه في غيرهم . ولعل مدحه للخلفاء اضعف عاطفة من غيره الا ما كان منه في ذكر حروب الروم، وبطش المسلمين بهم . ويعود ذلك على ان الشاعر كان يتشيع للعلويين مع تقربه من العباسيين. واكثر الناس في ذاك العهد كانوا يعطفون على ابناء علي ، ويحبونهم ويؤثرونهم على سواهم ، ويرون فيهم ضحايا بريئة على مذابح السياسة . ولكن فيهم فئة معتدلة لم تر الخروج على السلطان ، ولم تستنكر الامر في العباسيين ، لانهم هاشميون لهم الحق في الخلافة كالطالبيين . ومن هذه الفئة كان شاعرنا ،فانه لم يستنكف من مدح العباسيين وموالاتهم، والدفاع عن حقوقهم في الخلافة . غير انه لم يستطع كتان حبه لابناء فاطمة فمدحهم بمن ناوأهم واضطهدهم ، ونكل بهم معرضا ثم يقول : فعلتم بأبناء النبي ورهطه ، أفاعيل ، أدناها الخيانة والغدر

AY بني حقهم جعلت هواي الفاطميين زلفة إلى خالقي،ما دمت ، او دام ليغمر وهذا التعريض يتناول العباسيين والامويين على السواء، ولكنه لم يحمل خلفا العباس على اقصاء الشاعر و الانتقام منه. لأنه خصهم باحسن مدائحه، ودافع عن في الخلافة خير دفاع . وينبغي ان نعلم ان ابا تمام لم يمدح العلويين الا يوم كان فتى دون السابعة عشر من عمره ، يدل على ذلك قوله في الرائية نفسها : وإن الذي أخذاني الشيب الذي رأيت،ولم تكمل في السبع والعشر و كان يومئذ في مصر كما يستفاد من قصيدته هذه . فلما اتصل بالعباسيين افاض عليهم مدائحه، و اعتصم بالتقية، فسكت عن مدح العلويين، فلم يحقد عليه بنو العباس . ا ادناها : اي اقلها واحقرها م احذاني : اعطاني . الخطاب لامرأة تلومه على مغامرته سعيا للعلى والمال . يقول : ان الذي رأيت في من مساع ومقالبات الحوادث الدهر هو الذي اعطاني الشيب وانا دون السابعة عشرة من عمري