صفحة:أدباء العرب في الأعصر العباسية.pdf/90

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

A 2 هیهات ،لا تأتي الزمان بمثله إن الزمان بمثله آبخيل فعمل العقل في رثاء ابي تمام وسط ، وما العمل الأكبر الا للاندفاع العاطفي واحسن مراثيه في محمد بن حميد هذا شرفي خالد بن يزيد الشيباني عناب كان ابوتمام يضن بشعره ان يذهب ضياعاً فما ينال به جائزة . فكان اذا ابطأ عليه ممدوحه ، عاتبه متلطفاً ، وذكره القصائد التي مدحه بهـا، ولكنه لا يلحف في عتابه ولا يهدد بل يؤنب ممدوحه تأنيا لطيفاً ، ويظهر له منزلة شعره في شيء من الترفع والاباء . ويطعن في شعر غيره فيجعله خسيسها مرذولاً وصف الوصف في شعر الطائي منه مستقل بقصائد واراجيز ومقطعات، ومنه مبثوث في مدائحه وسواها من الاغراض . وقد وصف شاعرنا الحرب و الخيل والابل والنساء والغلمان، والشيب ، واحتضار الميت، والطبيعة و الشراب ، فافاض في ذكرها جميعاً . ولكن وصفه يبدو عليه احيانا شيء من الجمود والانقباض ، فما تدفعك صوره الى الانجذاب معها في الخيال الفسيح . ويعود ذلك على ان الشاعر يغوص في عباب. مقوله اكثر مما يطير في محاوات مخيلته . ويسرف على الغالب في استعمال الغريب واوجه البديع ، حتى تجف صوره وتجفو ، وتفقد كل حركة وحياة قد يطول تمبك ، ويعز طلبك اذا حاولت ان تلتمس العاطفة الصادقة في الغزل الذي كان ابوقام يوطي به مدائحه وتهانيه . فهذا الغزل لم يأت به الشاعر تلبية لهمسات فؤاده، وانما جاء به ارضاء لتزعات نفسه الى التقليد . فاذا هو يقف على ا نولى خالد بن يزيد الموصل وديار ربيعة كلها من قبل المأمون، وما انتقض امر ارمينية في ايام الواثق جهز اليها خالد بن يزيد المذكور في جيش عظيم ، فاعل في الطريق ومات ۲۳۰ ۵( ۸۶۶ م )