صفحة:أعلام المهندسين في الإسلام (الطبعة الأولى).pdf/49

تم التّحقّق من هذه الصفحة.
- ٤٧ -

الطولى في الهندسة والفلك، وكان مع ذلك أديباً شاعراً له شعر فارسي حسن، وعربي لا بأس به، مات في حدود سنة ٥٧٠هـ بأصبهان. ذكره القفطي1.

محمد بن عبد الكريم بن عبد الرحمن الحارثي، ولد ونشأ بدمشق، وكان يعرف بالمهندس لجودة معرفته بالهندسة وشهرته بها، وأمره عجيب لأنّه كان في أوليته نجاراً وله معرفة بنحت الحجارة أيضاً، وكان تكسبه بصناعة النجارة، وله اليد الطولى فيها وكان للناس رغبة كبيرة في أعماله، وأكثر أبواب البيمارستان الكبير الذي أنشأه الملك نور الدين بن زنكي من تجارته وصنعته، ثم قصد أن يتعلّم أقليدس ليزداد في صناعة النجارة جودة، ويطلع على دقائقها ويتصرف في أعمالها، فقاده ذلك إلى الانصراف إلى الهندسة بكليته وأخذها عن علمائها، حتى برع فيها واشتهر بها، ثم قرأ أيضاً صناعة الطب وعمل الساعات، واشتغل بالأدب ونظم الشعر، وهو الذي أصلح الساعات التي كانت بجامع دمشق، وتوفي بها سنة ٥٩٩هـ من نحو السبعين. ذكره ابن أبي أصيبعة2.


  1. أخبار الحكماء ص ١٥٩ وفيها أنه ابن أبي المظهر المعدني بالدال لا بالراء.
  2. طبقات الأطباء ج ٢ ص ١٩٠–١٩١: ويذكر ابن أبي أصيبعة أنه ورد إلى دمشق في ذلك الوقت الشرف الطوسي، وكان فاصلاً في الهندسة والعلوم الرياضية ليس في زمانه مثله، فاجتمع به وقرأ عليه وأخذ عنه كثيراً من معارفه.