صفحة:أعلام المهندسين في الإسلام (الطبعة الأولى).pdf/72

تم التّحقّق من هذه الصفحة.
- ۷۰ -

فالمراكب في كل ليلة تدخل الميناء وتجر السلسلة مثل سور. قال: فدفع إليه ألف دينار سوى الخلع وغيرها من المركوب، واسمه عليه مکتوب» انتهی.

ويرى القارئ ألفاظاً ومصطلحات للفن كانت مستعملة في ذلك العهد؛ مثل استعماله الدرامس للمداميك التي تبنى في الماء لأنها لا تكون ظاهرة، ومادة «دمس» في اللغة تفيد هذا المعنى؛ واستعماله التحنيط لربط فلق الخشب بعضها ببعض1، وقوله: جلست على الرمل، أي استقرت. ويظهر أنه يريد بفِلق الجميز الغليظة، ما نسميه اليوم بالكتل جمع كتلة.


  1. كثيراً ما يستعملون التخييط لشد خشب السفن التي تربط أجزاؤها بلا مسامير، ومنه قول المقريزي في خططه «ج ١ ص ٢٠٣ من طبعة بولاق» إن الجلاب التي بميذاب لركوب الحجاج إلى جدة لا يستعملون فيها المسامير، بل بخيط خشبها بالقنار وهو متخذ من شجر النارجيل.
    وقال سبط ابن الجوزي في الجزء الأول من مرآة الزمان إن سفن البحر الرومي مستمر وسفن البحر الشرقي تشد بليف النارجيل فعبر بالشد ولكن أكثر سياح العرب عبروا في رحلاتهم بالتخييط، وعلل المسعودي هذا العمل في «مروج الذهب» بأن ماء هذا البحر يذيب الحديد.