صفحة:ألف ليلة وليلة.djvu/102

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

ان هذه الصبية ربتها السيدة زبيدة زوجة هارون الرشيد وهي من جواريها وقد اشتهت على سيدتها الخروج والدخول فاذنت لها فی ذلك فصارت تدخل وتخرج حتى صارت قهرمانة ثم انها حدثت بك سيدتها وسألتها أن تزوجها بك فقالت سيدتها لا افعل حتى انظر هذا الشاب فان كان يشبهك زوجتك به ونحن نريد فی هذه الساعة أن ندخل بك الدار فان دخلت ولم يشعر بك أحد وصلت تزويجك اياها وان انكشف أمرك ضربت رقبتك فماذا تقول فقلت نعم أروح معك وأصبر على الامر الذی حدثتنی به فقال لي الخادم اذا كانت هذه الليلة فامض الى المسجد الذي بنته السيدة زبيدة على الدجلة فصل فيه وبت هناك فقلت حبا وكرامة فلما جاء وقت العشاء مضيت الي المسجد وصليت فیه وبت هناك فلما كان وقت السحر رأيت الخادمين قد أقبلا فی زورق ومعهما صناديق فارغة فادخلوها فی المسجد وانصرفوا وتاخر واحد منهما فتأملته واذا هو الذی كان واسطة بيني وبينها فبعد ساعة صعدت الينا الجارية صاحبتی فلما أقبلت قمت اليها وعانقتها فقبلتنی وبكت تحدثنا ساعة فاخذتنی ووضعتنی فی صندوق وأغلقته علی ولم أشعر الا وانا فی دار الخليفة وجاؤا الي بشیء كثير من الامتعة بحيث يساوی خمسين الف درهم ثم رأيت عشرين جارية أخرى وهن نهد أبكار وبينهن الست زبيدة وهی لم تقدر على المشی مما عليها من الحلی والحلل فلما اقبلت تفرقت الجواری من حواليها فاتيت اليها وقبلت الارض بين يديها فاشارت لی بالجلوس فجلست بين يديها ثم شرعت تسألنی عن حالی وعن نسبی فاجبتها عن كل ما سألتنی عنه ففرحت وقالت والله ما خابت تربيتنا فی هذه الجارية ثم قالت لی اعلم ان هذه الجارية عندنا بمنزلة ولد الصلب وهی وديعة الله عندك فقبلت الارض قدامها ورضيت بزواجي اياها ثم أمرتنی أن أقيم عندهم عشرة أيام فاقمت عندهم هذه المدة وانا لا أدری من هی الجارية الا ان بعض الوصائف تأتينی بالغداء والعشاء لاجل الخدمة وبعد هذه المدة استأذنت السيدة زبيدة زوجها أمير المؤمنين فی زواج جاريتها فاذن لها وامر لها بعشرة آلاف دينار فارسلت السيدة زبيدة الي القاضی والشهود وكتبوا كتابی عليها وبعد ذلك عملوا الحلويات والاطعمة الفاخرة وفرقوا على سائر البيوت ومكثوا على هذا الحال عشرة أيام أخر وبعد العشرين يوما ادخلوا الجارية الحمام لاجل الدخول بها ثم انهم قدموا سفرة فيها طعام من جملته خافقية زرباجة محشوة بالسكر وعليها ماء ورد ممسك وفيها أصناف الدجاج المحمرة وغيره من سائر الالوان مما يدهش العقول فوالله حين حضرت المائدة ما أمهلت نفسی حتى نزلت على الزرباجة وأكلت منها بحسب الكفاية ومسحت يدی ونسيت أن أغسلها ومكثت جالسا الي ان دخل الظلام وأوقدت الشموع وأقبلت المغنيات بالدفوف ولم يزالوا يجلون العروسة وينقطون بالذهب حتى طافت القصر كله وبعد ذلك أقبلوا علی ونزعوا ما عليها من الملبوس فلما خلوت بها في الفراش وعانقتها وأنا لم أصدق بوصالها شمت في يدی رائحة الزرباجة فلما شمت الرائحة صرخت صرخة فنزل لها الجواری من كل جانب فارتجفت ولم أعلم ما الخبر فقالت الجواری ما لك يا أختنا فقالت لهم اخرجوا عنی هذا المجنون فانا أحسب أنه عاقل فقلت لها وما الذی ظهر لك من جنونی فقالت يا مجنون لای