صفحة:ألف ليلة وليلة.djvu/107

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

كنت قبل ان أجتمع بالاحدب أول النهار فی وليمة بعض أصحاب أرباب الصنائع من خياطين وبزازين ونجارين وغير ذلك فلما طلعت الشمس حضر الطعام لناكل واذا بصاحب الدار قد دخل علينا ومعه شاب وهو أحسن ما يكون من الجمال غير انه أعرج فدخل علينا وسلم فقمنا فلما أراد الجلوس رأى فينا انسانا مزينا فامتنع عن الجلوس وأراد أن يخرج من عندنا فمنعناه نحن وصاحب المنزل وشددنا عليه وحلف عليه صاحب المنزل وقال له ما سبب دخولك وخروجك فاقل بالله يا مولای لا تتعرض لي بشیء فان سبب خروجي هذا المزين الذي هو قاعد فلما سمع منه صاحب الدعوة هذا الكلام تعجب غاية العجب وقال كيف يكون هذا الشاب من بغداد وتشوش خاطره من هذا المزين ثم التفتنا اليه وقلنا له احك لنا ما سبب غيظك من هذا المزين فقال الشاب يا جماعة انه جرى لي مع هذا المزين أمر عجيب فی بغداد بلدی وكان هو سبب عرجی وكسر رجلی وحلفت اني ما بقيت أقاعده فی مكان ولا أسكن في بلد هو ساكن بها وقد سافرت من بغداد ورحلت منها وسكنت فی هذه المدينة وانا الليلة لا أبيت الا مسافر فقلنا بالله عليك ان تحكی لنا حكايتك معه فاصفر لون المزين حين سألنا الشاب ثم قال الشاب اعلموا يا جماعة الخيران والدی من أكابر تجار بغداد ولم يرزقه الله تعالى بولد غيری فلما كبرت وبلغت مبلغ الرجال توفی والدی الى رحمة الله تعالي وخلف لي مالا وخدما وحشما فصرت ألبس أحسن الملابس وآكل أحسن المآكل وكان الله سبحانه وتعالي بغضنی فی النساء الي ان كنت ماشيا يوما من الايام فی أزقة بغداد واذا بجماعة تعرضوا لي فی الطريق فهربت ودخلت زقاقا لا ينفذ وارتكنت فی اخره على مصطبة فلم أقعد غير ساعة واذا بطاقة قبالة المكان الذي أنا فيه فتحت وطلت منها صبية كالبدر فی تمامه لم أر فی عمری مثلها ولها زرع تسقيه وذلك الزرع تحت الطاقة فالتفتت يمينا وشملا ثم قفلت الطاقة وغابت عن عينی فانطلقت فی قلبی النار واشتغل خاطری بها وانقلب بغضی للنساء محبة فما زلت جالسا فی المكان الى المغرب وانا غائب عن الدنيا من شدة الغرام واذا بقاضی المدينة راكب وقدامه عبيد ووراءه خدم فنزل ودخل البيت الذی طلت منه تلك الصبية فعرفت انه أبوها ثم انی جئت منزلي وانا مكروب ووقعت على الفراش مهموما فدخلن علی جواری وقعدن حولی ولم يعرفن ما بی وانا لم أبد لهن امرا ولم أرد لخطابهن جوابا وعظم مرضی فصارت الناس تعودنی فدخلت علی عجوز فلما رأتني لم يخف عليها حالی فقعدت عند رأسی ولاطفتنی وقالت لی یا ولدی قل لي خبرك فحكيت لها حكايتی وهنا أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح

(وفی لیلة ۳۳) قالت بلغنی أيها الملك السعيد ان الشاب لما حكى للعجوز حكايته قالت له يا ولدی ان هذه بنت قاضی بغداد وعليها الحجر والموضع الذی رأيتها فيه هو طبقتها وأبوها له قاعة کبیرة أسفل وهي وحدها وأنا كثيرا ما أدخل عندهم ولا تعرف وصالها الا منی فشد حيلك فتجلدت وقويت نفسی حين سمعت حديثها وفرح أهلی في ذلك اليوم وأصبحت متماسك الاعضاء مرتجيا