الليل وجعل يقول ان هذا الثور بطال مع ان القمح كثير وأصحاب الطحين يطلبونه فانا أعلقه فی الطاحون حتى بخلص طحين القمح فعلقه في الطاحون الى قرب الصبح فجاء صاحب الدار فرأى أخي معلقا فی الطاحون والطحان يضربه بالسوط فتركه ومضى وبعد ذلك جاءت الجارية التی عقد عليها وكان مجيئها في بكرة النهار فحلته من الطاحون وقال قد شق علی أو على سيدتي ما جرى لك وقد حملنا همك فلم يكن له لسان يرد جوابا من شدة الضرب ثم ان أخي رجع الى منزله واذا بالشيخ الذی كتب الكتاب قد جاء وسلم عليه وقال له حياك الله زواجك مبارك انت بت الليلة في النعيم والدلال والعناق من العشاء الى الصباح فقال له أخي لا سلم الله الكاذب يا الف قواد والله ما جئت الا لاطحن في موضع الثور الى الصباح فقال له حدثنی بحديثك فحدثه أخي بما وقع له فقال له ما وافق نجمك نجمها ولكن اذا شئت ان أغير لك عقد العقد أغيره لك باحسن منه لاجل ان يوافق نجمك نجمها فقال له انظر ان بقی لك حيلة أخرى وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح
(وفی لیلة 38) قالتی بلغنی ايها الملك السعيد ان الاعرج لما قال للشيخ انظر ان بقی لك حيلة أخرى فتركه واتي الى دكانه ينتظر احدا يأتي اليه بشغل يتقوت من اجرته واذا هو بالجارية قد اتت اليه وكانت اتفقت مع سيدتها على تلك الحيلة فقال له ان سيدتي مشتاقة اليك وقد طلعت السطح لترى وجهك من الروشن فلم يشعر اخي الا وهي قد طلعت له من الروشن وصارت تبكی وتقول لای شیء قطعت المعاملة بيننا وبينك فلم يرد عليها جوابا فحلفت له ان جميع ما وقع له في الطاحون لم يكن باختيارها فلما نظر اخي الى حسنها وجمالها ذهب عنه ما حصل له وقبل عذرها وفرح برؤيتها ثم سلم عليها وتحدث معها وجلس في خياطتها مدة وبعد ذلك ذهبت اليه الجارية وقالت له تسلم عليك سيدتي وتقول لك ان زوجها قد عزم على ان يبيت عند بعض اصدقائه في هذه الليلة فاذا مضى عندهم تكون انت عندنا وتبيت مع سيدتي فی الذ عيش الى الصباح وكان زوجها قد قال لها ما يكون العمل فی مجيئه عندك حتى آخذه واجره الى الوالی فقالت دعنی احتال عليه بحيلة وافضحه فضيحة يشتهر بها فی هذه المدينة وأخي لا يعلم شياً من كيد النساء فلما اقبل المساء جاءت الجارية الى اخي واخذته ورجعت به الى سيدتها فقالت له والله يا سيدي اني مشتاقة اليك كثيرا فقال بالله عجل بقبلة قبل كل شیء فلم يتم كلامه الا وقد حضر زوج الصبية من بيت جاره فقبض على اخی وقال له و الله لا افارقك الا عند صاحب الشرطة فتضرع اليه اخي فلم يسمعه بل حمله الى دار الوالی فضربه بالسياط واركبه جملا ودوره فی شوارع المدينة والناس ينادون عليه هذا جزاء من يهيم على حرایم الناس ووقع من فوق الجمل فانكسرت رجله فصار اعرج ثم نفاه الوالی من المدينة فخرج لا يدری اين يقصد فاغتظت انا فلحقته واتيت به والتزمت باكله وشربه الى الآن فضحك الخليفة من كلامی وقال احسنت فقلت لا اقبل هذا التعظيم منك دون ان تصغي الي حتى احكی لك ما وقع لبقية اخوتي ولا تحسب اني كثير الكلام فقال الخليفة حدثني بما وقع لجميع اخوتك وشنف مسامعي بهذه الرقائق واسلك سبيل الاطناب فی ذكر هذه اللطائف فقلت اعلم يا امير المؤمنين ان اخي الثاني كان اسمه