صفحة:ألف ليلة وليلة.djvu/121

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

الهروب من تلك المدينة وارتحل منها وتحول الى مدينة اخرى لم يكن فيها ملك وأقام بها زمنا طويلا ثم بعد ذلك تفكر فی أمره وخرج يوما ليتفرج فسمع صهيل خيل خلفه فقال جاء امر الله وفر يطلب موضعا ليستتر فيه فلم يجد ثم نظر فرأى بابا منصوبا فدفع ذلك الباب فدخل فرأى دهليزا طويلا فاستمر داخلا فيه فلم فيشعر الا ورجلان قد تعلقا به وقالا الحمد لله الذي مكننا منك يا عدو الله هذه ثلاث ليال ما ارحتنا ولا تركتنا ننام ولا يستقر لنا مضجع بل اذقتنا طعم الموت فقال اخی يا قوم ما امركم بالله فقالوا أنت تراقبنا وتريد ان تفضحنا وتفضح صاحب البيت اما يكفيك انك افقرته وافقرت أصحابك ولكن اخرج لنا السكين التی تهددنا بها كل ليلة وفتشوه فوجدوا فی وسطه السكين التی يقطع بها النعال فقال يا قوم اتقوا الله فی أمری واعلموا ان حديثی عجيب فقالوا وما حديثك فحدثهم بحديثه طمعا ان يطلقوه فلم يسمعوا منه مقاله ولم يلتفوا اليه بل ضربوه ومزقوا أثوابه فلما تمزقت اثوابه وانكشف بدنه وجدوا اثر الضرب بالمقارع على جنبيه فقالوا له يا ملعون هذا اثر الضرب يشهد على جرمك ثم احضروا اخی بين يدی الوالی فقال فی نفسه قد وقعت فاتيت اليه وأخذته وادخلته المدينة سرا ورتبت له ما يأكل وما يشرب واما اخی الخامس فانه كان مقطوع الاذنين يا امير المؤمنين وكان رجلا فقيرا يسأل الناس ليلا وينفق ما يحصله بالسؤال نهارا وكان والدنا شيخا كبيرا طاعنا فی السن فخلف لنا سبعمائة درهم فأخذ کل واحد منا مائة درهم و أمااخی الخامس هذا فانه لما اخذ حصته تحير ولم يدر ما يصنع بها فبينما هو كذلك اذ وقع فی خاطره أنه يأخذ بها زجاجا من كل نوع ليتجر فيه ويربح فاشترى بالمائة درهم زجاجا وجعله فی قفص كبير وقعد فی موضع ليبيع ذلك الزجاج وبجانبه حائط فاسند ظهره اليها وقعد متفكرا فی نفسه وقال ان رأس مالی فی هذا الزجاج مائة درهم انا ابيعه بمائتين درهم ثم اشتری بالمائتين درهم زجاجا وابيعه باربعمائة درهم ولا ازال أبيع واشتری الى ان يبقى معی مال كثير فاشتری به من جمیع المتاجروالعطریات حتی یربح وبحاعظیما وبعد ذلك اشتری دارا حسنة واشتری المماليك والخيل والسروج المذهبة وآكل واشرب ولا اخلی مغنية فی المدينة حتى أجیء بها الى بيتی واسمع مغانيها هذا كله وهو يحسب فی نفسه وقفص الزجاج قدامه ثم قالت وابعث جميع الخاطبات فی خطبة بنات الملوك والوزراء واخطب بنت الوزير فقد بلغنی انها كاملة الحسن بديعة الجمال وامهرها بالف دينار فان رضی ابوها حصل المراد وان لم يرض اخذتها قهرا على رغم انفه فان حصلت فی داری اشتری عشرة خدام صغار ثم اشتری لی كسوة الملوك والسلاطين واصوغ لی سرجا من الذهب مرصعا بالجوهر ثم اركب ومعی المماليك يمشون حولی وقدامی وخلفی حتى ذا راني الوزير قام اجلالا لی واقعدني مكانه ويقعد هودونی لانه صهری ويكون معی خادمان بكيسين فی كل كيس الف دينار فاعطيه الف دينار مهر بنته واهدی اليه الالف الثانی إنعاما حتى ظهر له مروأتی وكرمی وصغر الدنيا فی عينی ثم انصرف الى داری فاذا جاء أحد من جهة امرأتی وهبت له دراهم وخلعت عليه خلعة وان ارسل الی الوزير هدية رددتها عليه ولو كانت نقيسة ولم أقبل منه حتى يعلموا انی عزيز النفس ولا أخلی نفسی الا فی أعلى مكانة ثم أقدم اليهم في اصلاح شأنی وتعظيمی