صفحة:ألف ليلة وليلة.djvu/133

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

زاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح

(وفی لیلة 47)قالت بلغنی ايها الملك السعيد ان الوزير قال لزوجته أما تعلمين ان وراءنا عدوا يقال له المعين بن ساوی ومتى سمع بهذا الامر تقدم الى السلطان وقال له ان وزيرك الذی تزعم انه يحبك اخذ منك عشرة آلاف دينار واشترى بها جارية ما رأي أحد مثلها فلما اعجبته قال لابنه خذها أنت احق بها من السلطان فأخذها وازال بكارتها وها هی الجارية عنده فيقول الملك تكذب فيقول للملك عن اذنك أهجم عليه وآتيك بها فيأذن له فی ذلك فيهجم على الدار ويأخذ الجارية ويحضرها بين يدی السلطان ثم يسألها فلما تقدران تنكر فيقول له يا سيدی أنت تعلم انی ناصح لك ولكن ما لی عندكم حظ فيمثل بی السلطان والناس كلهم يتفرجون علی وتروح روحی فقالت له زوجته لا تعلم احد وهذا المرحصل خفیة وسلم أمرك الى الله فی هذه القضية فعند ذلك سكن قلب الوزير وطاب خاطره هذا ما كان من أمر الوزير(وأما)ما كان من أمر علی نور الدين فانه خاف عاقبة الامر فكان يقضی نهاره فی البساتين ولا ياتی الا فی آخر الليل لامه فينام عندها ويقوم قبل الصبح ولا يراه أحد ولم يزل كذلك شهراً وهو لم ير وجه ابيه فقالت امه لابيه يا سيدی هل تعدم الجارية وتعدم الولد فان طال هذا الامر على الولد هج قال لها وكيف العمل قالت اسهر هذه الليلة فاذا جاء فامسكه واصطلح انت واياه واعطه الجارية بنها تحبه وهو يحبها واعطيك ثمنها فسهر الوزير طول الليل فلما اتى ولده أمسكه واراد نحره فادركته امه وقالت له أی شیء تريد ان تفعل معه فقال لها اريد ان اذبحه فقال الولد لابيه هل أهون عليك فتغرغرت عيناه بالدموع وقال له يا ولدی كيف هان عليك ذهاب مالی وروحی فقال الصبی اسمع يا والدی مقال الشاعر

هبنی جنیت فلم تزل أهل النهی
یهبون للجانی سماحا شاملا
ماذا عسی یرجو عدوك وهوفی
درك الحضیض وأنت اعلی منزلا

فعند ذلك قام الوزير من على صدر ولده وأشفق عليه وقام الصبی وقبل يد والده فقال يا ولدی لو علمت انك تنصف انيس الجليس كنت وهبتها لك فقال يا والدی كيف لا أنصفها قال أوصيك يا ولدی انك لا تتزوج عليها ولا تضاررها ولا تبعها قال له يا والدی انا احلف لك ان لا اتزوج عليها ولا أبيعها ثم حلف له ايمانا على ما ذكر ودخل على الجارية فاقام معها سنة وأنسى الله تعالى الملك قصة الجارية واما المعين بن ساوی فانه بلغه الخبر ولكنه لم يقدر ان يتكلم لعظم منزلة الوزير عند السلطان فلما مضت السنة دخل الوزير فضل الدين بن خاقان الحمام وخرج وهو عرقان فاصابه الهواء فلزم الوساد وطال به السهاد وتسلسل به الضعف فعند ذلك نادى ولده علی نور الدين فلما حضر بين يديه قال له يا ولدي ان الرزق مقسوم والاجل محتوم ولا بد لكل نسمة من شرب كاس المنون وأنشد هذه الابيات

من فاته الموت لم یفته غدا
والکل مناعلی حوض الردی وردا
سوی العظم بمن قدکان محتقرا
ولم یدع هبة بین الوری أحدا

م ۹- الف ليلة المجلد الاول