صفحة:ألف ليلة وليلة.djvu/137

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

وخمسمائة واذا بالوزير المعين بن ساوی فی السوق فنظر علی نور الدين واقفا فی السوق فقال فی نفسه ما باله واقفا فانه ما بقی عنده شیء يشتری به جواري ثم نظر بعينيه فسمع المنادی وهو واقف ينادی فی السوق والتجار حوله فقال الوزير فی نفسه ما أظنه الا أفلس ونزل بالجارية ليبيعها ثم قال فی نفسه ان صح ذلك فما ابرده على قلبی ثم دعا المنادی فاقبل عليه وقبل الارض بين يديه فقال انی أريد هذه الجارية التی تنادی عليها فلم يمكنه المخالفة فجاء بالجارية وقدمها بين يديه فلما نظر اليها وتأمل محاسنها من قامتها الرشيقة وألفاظها الرقيقة اعجبتها فقال له الى كم وصل ثمنها فقال أربعة آلاف وخمسمائة دينار فلما سمع ذلك التجار ما قدر واحد منهم أن يزيد درهما ولا دينار بل تأخرواجمیعا لمايعلمون من قامتها الرشیقة وألفاظها الرقیقة اعجبته فقال له الی کم وصل ثمنها فقال أربعة آلاف وخمسمائة دینار فلما سمع ذلك التجار ماقدر واحد منهم أن یزید درهما ولا دینار بل تأخر واجمیعا لما یعملون من ظلم ذلك الوزيرثم نظر الوزيرالمعين بن ساوی الى الدلال وقال ما سبب وقوفك رح والجارية على باربعة آلاف دینار ولك خمسمائة دينار فراح الدلال الى علی نور الدين وقال له یا سیدی راحت الجارية عليك بلا ثمن فقال له وماسبب ذلك قال له نحن فتحناباب سعرها باربعة آلاف وخمسمائة فجاء هذا الظالم المعين بن ساوی ودخل السوق فلما نظر الجارية أعجبته وقال لی شاور على أربعة آلاف دینارولك خمسمائة وما أظنه الا عرف ان الجارية لك فان كان يعطيك ثمنها فی هذه الساعة يكون ذلك من فضل الله لكن أنا أعرف من ظلمه انه يكتب لك ورقة حوالة على بعض عملائه ثم يرسل اليهم ويقول لا تعطوه شيئا فكلما ذهبت اليهم لتطالبهم يقولون فی غد نعطيك ولا يزالون يعدونك ويخلفون يوما بعد يوم وانت عزيز النفس وبعد ان يضجوا من مطالبتك اياهم يقولون اعطنا ورقة الحوالة فاذا أخذوا الورقة منك قطعوها وراح عليك ثمن الجارية فلما سمع علی نور الدين من الدلال هذا الكلام نظر اليه وقال له كيف يكون العمل فقال له أنا أشير عليك بمشورة فان قبلتها منی كان لك الحظ الاوفرقال تجيء فی هذه الساعة عندي وانا واقف وسط السوق وتأخذ الجارية من يدی وتلكمها وتقول لها ويلك قد فديت يمينی التی حلفتها ونزلت بك السوق حيث حلفت عليك انه لا بد من اخراجك الى السوق ومناداة الدلال عليك فان فعلت ذلك ربما تدخل عليه الحيلة وعلى الناس ويعتقدون انك ما نزلت بها الا لاجل ابرار اليمين فقال هذا هو الرأی الصاب ثم ان الدلال فارقه وجاء الى وسط السوق وامسك يد الجارية واشار الى الوزير المعين بن ساوی وقال يا مولای هذا مالكها قد أقبل ثم جاء علی نور الدين الى الدلال ونزع الجارية من يده ولكمها وقال ويلك قد نزلت بك الى السوق لاجل ابرار يمينی روحی الى البيت وبعد ذلك لا تخالفينی فلست محتاجا الى ثمنك حتى أبيعك وأنا لو بعت أثاث البيت وأمثاله مرات عديدة ما بلغ قدر ثمنك فلما نظر المعين بن ساوی الى علی نور الدين قال له ويلك وهل بقی عندك شیء يباع ويشترى ثم ان المعين بن ساوی اراد أن يبطش به فعند ذلك نظر التجار الى علی نور الدين وكانوا كلهم يحبونه فقال لهم ها انا بين أيديكم وقد عرفتم ظلمه فقال الوزير والله لولا انتم لقتلته ثم رمزوا كلهم لبعضهم بعين الاشارة وقالوا ما أحد منا يدخل بينك وبينه فعند ذلك تقدم علی نور الدين الى الوزير بن ساوی وكان علی نور الدين شجاعا فجذب الوزير من فوق سرجه فرماه على الارض وكان هناك معجنة طين فوقع الوزير فی وسطها وجعل نور الدين يلكمه