صفحة:ألف ليلة وليلة.djvu/139

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

الباب فخرج له علی نورالدين فلما رآه عرفه واراد ان يسلم عليه فقال يا سيدی ما هذا وقت سلام ولا كلام واسمع ما قال الشاعر

ونفسك فزبها ان خفت ضیما
وخل الدار تنعي من بناها
فانك واجد أرضا بارض
ونفسك لم تجد نفسا سواها

فقال علی نور الدين یا علم الدین ما الخبر فقال انهض وفز بنفسك أنت والجارية فان المعين ابن ساوی نصب لكما شركا ومتى وقعتما فی يده قتلكما وقد أرسل اليكما السلطان أربعين ضاربا بالسيف والراي عندی أن تهربا قبل أن يحل الضرر بكما ثم ان سنجر مد يده الي علی نور الدين بدنانير فعدها فوجدها اربعين دينارا وقال له يا سيدی خذ هذه ولو كان معی أكثر من ذلك لاعطيتك اياه لكن ما هذا وقت معاتبة فعند ذلك دخل علی نور الدين على الجارية وأعلمها بذلك فتخبلت ثم خرج الاثنان فی الوقت الي ظاهر المدينة وأسبل الله عليهما ستره ومشيا الي ساحل البحر فوجدا مركبا تجهزت للسفر والريس واقف فی وسط المركب يقول من بقی له حاجة من وداع أو زوادة أو نسی حاجته فليأت بها فاننا متوجهون فقال كلهم لم يبق لنا حاجة يا ريس فعند ذلك قال الريس لجماعته هيا حلوا الطرف واقلعوا الاوتاد فقال نور الدين الى أين يا ريس فقال الى دار السلام بغداد وادرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح

(وفی لیلة 48) قالت بلغنی أیها الملك السعیدان الریس لما قال لعلی نورالدین الي دارالسلام مدینة بغداد نزل علی نور الدين ونزلت معه الجارية وعوموا ونشروا القلوع فسارت بهم المركب وطاب لهم الريح هذا ما جرى لهؤلاء(وأما)ما جرى للاربعين الذين ارسلهم السلطان فانهم جاؤوا الي بيت علی نور الدين فكسروا الابواب ودخلوا وطافوا جميع الاماكن فلم يقفوا لهما على خبر فهدموا الدار ورجعوا واعلموا السلطان فقال اطلبوهما فی أی مكان كانا فيه فقالوا السمع والطاعة ثم نزل الوزير المعين بن ساوی الي بيته بعد ان خلع عليه السلطان خلعة وقال لا ياخذ بثارك الا أنا فدعا له بطول البقاء واطمان قلبه ثم ان السلطان أمر أن ينادى فی المدينة يا معاشر الناس كافة قد أمر السلطان ن من عثر بعلی نور الدين بن خاقان وجاء به الى السلطان خلع عليه خلعة وأعطاه الف دينار ومن أخفاه أو عرف مكانه ولم بخبر به فانه يستحق ما يجري عليه من النكال فصار جميع الناس فی التفتيش على علی نور الدين فلم بعرفوا له أثر هذا ما كان من هؤلاء(وأما)ما كان من أمر علی نور الدين وجاريته فانهما وصلا بالسلامة الى بغداد فقال الريس هذه بغداد وهی مدينة أمينة قد ولى عنها الشتاء ببرده وأقبل عليها فصل الربيع بورده وازهرت أشجارها وجرت أنهارها فعند ذلك طلع علی نور الدين هو وجاريته من المركب وأعطى الريس خمسة دنانير ثم سارا قليلا فرمتهما المقادير بين البساتين فجاءا الى مكانا فوجداه مكنوسا مرشوشا بمصاطب مستطيلة وقواديس معلقة ملآنة ماء وفوقه مكعب من القصب بطول الزقاق وفی صدر الزقاق باب بستان الا انه مغلق فقال علی نور الدين للجارية والله ان هذا محل ملیح فقالت يا سيدی اقعد بنا ساعة على هذه المصاطب فطلعا وجلسا على