فلما فرغت من شعرها أجابها نور الدين وهو يقول
ثم ان الخليفة لما سمع ذلك صعب عليه التفريق بينهما والتفت الى الصبی وقال له يا سيدی نور الدين اشرح لی أمرك فاخبره نور الدين بحاله من أوله الى آخره فلما فهم الخليفة هذا الحال قال له أين تقصد فی هذه الساعة قال له بلاد الله فسيحة فقال له الخليفة أنا أكتب لك ورقة توصلها الى السلطان محمد ابن سليمان الزينی فاذا قرأها لا يضرك بشیء وادرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح
(وفی لیلة 51) قالت بلغنی ايها الملك السعيد ان الخليفة لما قال لعلی نور الدين أنا أكتب لك ورقة توصلها الى السلطان محمد بن سليمان الزينی فاذا قرأها لا يضرك بشیء فقال له على نورالدين وهل فی الدنيا صياد يكاتب الملوك ان هذا شیء لا يكون ابدا فقال له الخليفة صدقت ولكن أنا أخبرك بالسبب اعلم انی انا قرأت أنا واياه في مكتب واحد عند فقيه وكنت انا عريفه ثم أدركته السعادة وصار سلطانا وجعلنی الله صيادا ولكن لم أرسل اليه فی حاجة الا قضاها ولو أدخلت اليه فی كل يوم من شأن الف حاجة لقضاها فلما سمع نورالدين كلامه قال له اكتب حتى أنظر فاخذ دواة وقلما وكتب بعد البسملة أما بعد فان هذا الكتاب من هرون الرشيد بن المهدی الى حضرة محمد بن سليمان الزينی المشمول بنعمتی الذی جعلته نائبا عني فی بعض مملكتی اعرفك ان الموصل اليك هذا الكتاب نور الدين بن خاقان الوزير فساعة وصوله عندكم تنزع نفسك من الملك وتجلسه مكانك فاني قد وليته على ما كنت وليتك عليه سابقا فلا تخالف أمری والسلام ثم أعطى علی نورالدين ابن خاقان الكتاب فاخذه نورالدين وقبله وحطة فی عمامته ونزل فی الوقت مسافرا وطلع قصرالسلطان ثم صرخ صرخة عظيمة فسمعه السلطان فطلبه فلما حضر بين يديه قبل الارض قدامه ثم أخرج الورقة وأعطاه اياها فلما رأى عنوان الكتاب بخط أميرالمؤمنين قام واقفا على قدميه وقبلها ثلاث مرات وقال السمع والطاعة لله تعالى ولأميرالمؤمنين ثم أحضر القضاة الأربعة والأمراء وأراد أن يخلع نفسه من الملك واذا بالوزير المعين بن ساوی قد حضر فاعطاه السلطان ورقة أميرالمؤمنين فلما قرأها قطعها عن آخرها وأخذها في فمه ومضغها ورماها فقال له السلطان و قد غضب ويلك ما الذی حملك على هذه الفعال قال له هذا ما اجتمع بالخليفة ولا بوزيره وانما هو علق شيطان مكار وقع بورقة فيها خط الخليفة فزورها وكتب فيها ما أراد فلأی شیء تعزل نفسك من السلطنة مع ان الخليفة لم يرسل اليك رسولاً بخط شريف ولو كان هذا الأمر صحيحا لأرسل معه حاجبا أو وزيرا لكنه جاء وحده فقال له وكيف العمل قال له ارسل معي هذا الشاب وأنا آخذه واتسلمه منك وارسله صحبة حاجب إلى مدينة بغداد فان كان كلامه صحيحا يأتينا بخط شريف وتقليد وان كان غير صحيح ترسلوه الينا مع الحاجب وانا آخذ حقی من غريمي فلما سمع السلطان كلام الوزير ودخل عقله صاح