وجماعته والخلق والعالم الذين يتفرجون وأهل التاجر وراءهم يصرخون ويصيحون وهم في بكاء وحزن زائد فأول من لاقى سيدی زوجته وأولادها فلما رآهم بهت وضحك وقال لهم ما حالكم أنتم وما حصل لکم فی الدار وما جرى لكم فلما رأوه قالوا الحمد لله على سلامتك أنت ورموا أنفسهم عليه وتعلقت اولاده به وصاحوا وأبتاه الحمد لله على سلامتك يا أبانا وقالت له زوجته الحمد لله الذی أرانا وجهك بسلامة وقد اندهشت وطارعقلها لما رأته وقالت له كيف كانت سلامتك أنت وأصحابك فقال لها وكيف كان حالكم فی الدار فقالوا نحن طيبون بخير وعافية وما أصاب دارنا شيء من الشر غير أن عبد كافورا جاء الينا مكشوف الرأس ممزق الاثواب وهو يصيح وا سيداه واسيداه فقلنا له ما الخبر يا كافور فقال ان سيدي جلس تحت حائط فی البستان ليقضی حاجة فوقعت عليه فمات فقال لهم سيده والله انه اتانی فی هذه الساعة وهو يصيح وا سيدتاه واأولاد سیدتاه وقال ان سيدتی وأولادها ماتوا جميعا ثم نظر الى جانبه فرآنی وعمامتی ساقطة فی رأسی وانا أصيح وأبكی بكاء شديدا وأحثو التراب على رأسی فصرخ علی فاقبلت عليه فقال لی ويلك يا عبد النحس يا ابن الزانية يا ملعون الجنس ما هذه الوقائع التی عملتها ولكن والله لأسلخن جلدك عن لحمك وأقطعن لحمك عن عظمك فقلت له والله ما تقدر أن تعمل معی شيئا لانك قد اشتريتنی على عيبی وبهذا الشرط والشهود یشهدون علیك حین اشتریتنی علی عیبی وأنت عالم به وهو أني أكذب في كل سنة كذبة واحدة وهذه نصف كذبة فاذا كملت السنة كذبت نصفها الآخر فتبقى كذبة کاملة فصاح علی يا ألعن العبيد هل هذا كله نصف كذبة وانما هو داهية كبيرة اذهب عنی فأنت حر فقلت والله ان أعتقتنی أنت ما أعتقك أنا حتى تكمل السنة وأكذب نصف الكذبة الباقی وبعد أن أتمها فانزل بی السوق وبعنی بما اشتريتنی به على عيبی ولا تعتقنی فاننی ما لی صنعة أقتات منها وهذه المسئلة التی ذكرتها لك شرعية ذكرها الفقهاء فی باب العتق فبينما نحن فی الكلام واذا بالخلايق والناس وأهل الحارة نساء ورجالا قد جاؤوا يعملون العزاء وجاء الوالی وجماعته فراح سيدی والتجار الى الوالی وأعلموه بالقضية وان هذه نصف كذبة فلما سمع الحاضرون ذلك منه استعظموا تلك الكذبة وتعجبوا غاية العجب فلعنونی وشتمونی فبقيت واقفا أضحك وأقول كيف يقتلنی سيدی وقد اشترانی على هذا العيب فلما مضى سيدی الى البيت وجده خرابا وأنا الذي أخربت معظمه وكسرت فيه شيئا يساوي جملة من المال فقالت له زوجته ان كافور هو الذی كسر الاوانی الصينی فازداد غيظه وقال والله ما رأيت عمری ولد زنا مثل هذا العبد ولانه يقول إنها نصف كذبة فكيف لو كانت كذبة كاملة فحينئذ كان أخرب مدينة أو مدينتن ثم ذهب من شدة غيظه الى الوالی فضربنی علقة شديدة حتى غبت عن الدنيا وغشی علی فاتانی بالمزين فی حال غشيتی فخصانی وكوانی فلما أفقت وجدت نفسی خصيا وقال لی سيدی مثل ما أحرقت قلبی على أعز الشیء عندی أحرقت قلبك على أعز الشیء عندك ثم أخذنی فباعنی باغلى ثمن لانی صرت طواشيا وما زلت القى الفتن فی الاماكن التی أباع فيها وهنا أدرك شهرزاد
صفحة:ألف ليلة وليلة.djvu/154
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.