صفحة:ألف ليلة وليلة.djvu/157

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

(وفی لیلة 56) قالت بلغنی ايها الملك السعيد ان غانم بن أيوب وصل الى داره بالصندوق وفتحه وأخرج الصبية منه ونظرت فرأت هذا المكان محلاً مليحا مفروشا بالبسط الملونة والاوان المفرحة وغير ذلك ورات قماشا محزوما وأحمالا وغير ذلك فعلمت انه تاجر كبير صاحب أموال ثم انها كشفت وجهها ونظرت اليه فاذا هو شاب مليح فلما رأته أحبته وقالت له هات لنا شيئا ناكله فقال لها غانم على الرأس والعين ثم نزل السوق واشترى خروفا مشويا وصحن حلاوة وأخذ معه نقلا وشمعا واخذ معه نبيذا وما يحتاج اليه الامر من آلة المشموم واتى الى البيت ودخل بالحوائج فلما رأته الجارية ضحكت وقبلته واعتنقته وصارت تلاطفه فازدادت عنده المحبة واحتوت على قلبه ثم أكلا وشربا الى ان أقبل الليل وقد أحب بعضهما بعضا لانهما كانا فی سن واحد وحسن واحد فلما أقبل الليل قام المتيم المسلوب غانم بن ايوب وأوقد الشموع والقناديل فاضاء المكان وأحضر آلة المدام ثم نصب الحضرة وجلس هو واياها وكان يملأ ويسقيها وهی تملأ وتسقيه وهما يلعبان ويضحكان وينشدان الاشعار وزاد بهما الفرح وتعلقا بحب بعضهما فسبحان مؤلف القلوب ولم يزالا كذلك الى قريب الصبح فغلب عليهما النوم فنام كل منهما فی موضعه الى ان أصبح الصباح فقام غانم بن ايوب وخرج الى السوق واشترى ما يحتاج اليه من خضرة ولحم وخمر وغيره واتى به الى الدار وجلس هو واياها ياكلان فاكلا حتى اكتفيا وبعد ذلك أحضر الشراب وشربا ولعبا مع بعضهما حتى احمرت وجنتاهما واسودت أعينهما واشتاقت نفس غانم بن أيوب الى تقبيل الجارية والنوم معها فقال لها يا سيدتی ائذنی لی بقبلة من فيك لعلها تبرد نار قلبی فقالت يا غانم اصبر حتى أسكر وأغيب واسمح لك سرا بحيث لم أشعر انك قبلتنی ثم انها قامت على قدميها وخلعت بعض ثيابها وقعدت فی قميص رفيع وكوفية فعند ذلك تحركت الشهوة عند غانم وقال يا سيدتی أما تسمحين لی بما طلبته منك فقالت والله لا يصح لك ذلك لانه مكتوب على دكة لباسی قول صعب فانكسر خاطر غانم بن أيوب وزاد عنده الغرام لماعز المطلوب فانشدت هذه الابیات

سألت من أمر ضنی فی قبلة تشفی السقم فقال لا لا أبدا
قلت له نعم نعم فقال خذها بالرضا من الحلال وابتسم
فقلت غصبا قال لا الا علی رأس علم فلا تسل عما جری
واستغفر الله ونم فظن ماشئت بنا فالحب یحلوا بالتهم
ولا أبالی بعد ذا ان باح یوما أوکتم

ثم زادت محبته وانطلقت النيران فی مهجته هذا وهی تتمنع منه وتقول ما لك وصول الی ولم يزالا فی عشقهما ومنادمتهما وغانم بن أيوب غريق فی بحر الهيام وأما هی فانها قد ازدادت قسوة وامتناعا الى ان دخل الليل بالظلام وأرخى عليها ذيل المنام فقام غانم وأشعل القناديل واوقد الشموع وزاد بهجة المقام وأخذ رجليها وقبلهما فوجدهما مثل الزبد الطری فمرغ وجهه عليها وقال يا سيدتی ارحمی أسير هواك ومن قتلت عيناك كنت سليم القلب لولاك ثم بكى قليلا فقالت له والله یا سیدی