صفحة:ألف ليلة وليلة.djvu/163

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

قتلوه فی يوم واحد ثم أمر صبيانه بحمله فحملوه الى بيته وفرش له فرشا جديدا ووضع له مخدة جديدة وقال لزوجته اخدميه ينصح فقالت على الراس ثم تشمرت وسخنت له ماء وغسلت يديه ورجليه وبدنه والبسته ثوبا من لبس جواريها وسقته قدح شراب ورشت عليه ماء ورد فأفاق وتذكر محبوبته قوت القلوب فزادت به الكروب هذا ما كان من أمره وأما ما كان من أمر قوت القلوب فانه لما غضب عليها الخليفة وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح

(وفی لیلة 58) قالت بلغنی أيها الملك السعيد ان قوت القلوب لما غضب عليها الخليفة وأسكنها في مكان مظلم استمرت فيه على هذا الحال ثمانين يوما فاتفق أن الخليفة مر يوما من الايام على ذلك المكان فسمع قوت القلوب تنشد الاشعار فلما فرغت من انشادها قالت يا حبيبی يا غانم ما أحسنك وما أعف نفسك قد أحسنت لمن أساءك وحفظت حرمة من انتهك حرمتك وسترت حريمه وهو سباك وسبى أهلك ولا بد أن تقف أنت وأميرالمؤمنين بين يدی حاكم عادل وتنتصف عليه فی يوم يكون القاضی هو الله والشهود هم الملائكة فلما سمع الخليفة كلامها وفهم شكواها علم أنها مظلومة فدخل قصره وأرسل الخادم لها فلما حضرت بين يديه أطرقت وهی باكية العين حزينة القلب فقال يا قوت القلوب أراك تنظلمين منی وتنسبيننی إلى الظلم وتزعمين أني أسأت إلى من أحسن الي فمن هو الذی حفظ حرمتی وانتهكت حرمته وستر حريمی وسبيت حريمه فقالت له غانم بن أيوب فانه لم يقربنی بفاحشة وحق نعمتك يا أميرالمؤمنين فقال الخليفة لا حول ولا قوة إلا بالله يا قوت القلوب تمنی علی فانا أبلغك مرادك قالت تمنيت عليك محبوبی غانم بن أيوب فلما سمع كلامها قال أحضره ان شاء الله مكرما فقالت يا أميرالمؤمنين ان أحضرته أتهبنی له فقال ان أحضرته وهبتك هبة كريم لا يرجع فی عظائه فقالت يا أميرالمؤمنين ائذن لی أن أدور عليه لعل الله يجمعنی به فقال لها افعلی ما بدالك ففرحت وخرجت ومعها الف دينار فزارت المشايخ وتصدقت عنه وطلعت ثانی يوم الى التجار وأعطت عريف السوق دراهم وقالت له تصدق بها على الغرباء ثم طلعت ثانی جمعة ومعها الف دينار ودخلت سوق الصاغة وسوق الجواهرجية وطلبت عريف السوق فحضر فدفعت له الف دينار وقالت له تصدق بها على الغرباء فظهر اليها العريف وهو شيخ السوق وقال لها هل لك أن تذهبی الى داری وتنظری الى هذا الشاب الغريب ما أظرفه وما أكمله وكان هو غانم بن أيوب المتيم المسلوب ولكن العريف ليس له به معرفة وكان يظن أنه رجل مسكين مديون سلبت نعمته أو عاشق فارق أحبته فلما سمعت كلامه خفق قلبها وتعلقت به أحشاؤها فقالت له أرسل معی من يوصلنی الى دارك فارسل معها صبيا صغيرا فاوصلها إلى الدار التی فيها الغريب فشكرته على ذلك فلما دخلت تلك الدار وسلمت على زوجة العريف قامت زوجة العريف وقبلت الارض بين يديها لانها عرفتها فقالت لها قوت القلوب أين الضعيف الذی عندكم فبكت وقالت ها هو يا سيدتی الا انه