صفحة:ألف ليلة وليلة.djvu/179

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

هؤلاء اللئام ثم ان الجارية دعت البوابين وقالت لهم كيف تركتم اصحاب الملك يدخلون منزلی بغير اذنی فقالوا لها أيتها الملكة ما جرت العادة أننا نحتاج الى استئذان منك على رسل الملك خصوصاً البطريق الكبير فقالت لهم أظنكم ما أردتم الا هتكی وقتل ضيفی ثم أمرت شركان أن يضرب رقابهم فضرب رقابهم وقالت لباقی خدامها انهم يستحقون أكثر من ذلك ثم التفتت لشركان وقالت له الآن ظهرلك ما كان خافيا فها أنا أعلمك بقصتی اعلم أنی بنت ملك الروم حردوب واسمی أبريزة والعجوز التی تسمى ذات الدواهی جدتي أم أبی وهی التی أعلمت أبی بك ولا بد أنها تدبر حيلة فی هلاكی خصوصا وقد قتلت بطارقة أبی وشاع أنی قد تحزبت مع المسلمين فالرأی السديد أننی أترك الاقامة هنا ما دامت ذات الدواهی خلفی ولكن أريد منك أن تفعل معی مثل ما فعلت معك من الجميل فان العداوة قد وقعت بينی وبين أبی فلا تترك من كلامی شيئا فان هذا كله ما وقع إلا من أجلك فلما سمع شركان هذا الكلام طار عقله من الفرح واتسع صدره وانشرح وقال والله لا يصل اليك أحداً ما دامت روحی فی جسدی ولكن هل لك صبر على فراق والدك وأهلك قالت نعم فحلفها شركان وتعاهدا على ذلك فقالت الآن طاب قلبی ولکن بقی علیك شرط اخر فقال وماهو فقالت له انك ترجع بعسكرك الى بلادك فقال لها يا سيدتی ان أبی عمر النعمان أرسلنی الى قتال والدك بسبب المال الذی أخذه ومن جملته الثلاث خرزات الكثيرة البركات فقالت له طب نفسا وقرعينا فها أنا أحدثك بحديثها وأخبرك بسبب معاداتهما لملك القسطيطينية وذلك أن لنا عيدا يقال له عيد الدير كل سنة تجتمع فيه الملوك من جميع الاقطار وبنات الاكابر والتجار ويقعدون فيه سبعة أيام وأنا من جملتهم فلما وقعت بيننا العداوة منعنی أبی من حضور ذلك العيد مدة سبع سنين فاتفق في سنة من السنين أن بنات الاكابر من سائر الجهات قد جاءت من أماكنها الى الدير في ذلك العيد على العادة ومن جملة من جاء اليه بنت ملك القسطنطينية وكان يقال لها صفية فاقاموا فی الدير ستة أيام وفی اليوم السابع انصرف الناس فقالت صفية أنا ما أرجع الى القسطنطينية الا فی البحر فجهزوا لها مركبا فنزلت فيها هی وخواصها فلما حلوا القلوع وساروا فبينما هم سائرون واذا بريح قد خرج عليهم فاخرج المركب عن طريقها وكان هناك بالقضاء والقدر مركب نصارى من جزيرة الكافور وفيها خمسمائة افرنجی ومعهم العدة والسلاح وكان لهم مدة فی البحرفلما لاح لهم قلع المركب التی فيها صفية ومن معها من البنات انقضوا علها مسرعين فما كان غير ساعة حتى وصلوا الى تلك المركب ووضعوا فيها الكلاليب وجروها وحلوا قلوعهم وقصدوا جزيرتهم فما بعدوا غير قليل حتى انعكس عليهم الريح فجذبهم الى شعب بعد أن مزق قلوع مركبهم وقربهم منا فخرجنا فرأيناهم غنيمة قد انساقت الينا فاخذناهم وقتلناهم واغتنمنا ما معهم من الاموال والتحف وكان فی مركبهم أربعون جارية ومن جملتهم صفیة بنت الملك فاخذنا الجواری وقدمناها الی أبی ونحن لا نعرف أن من جملتهن ابنة الملك افريدون ملك القسطنطينية فاختار أبی منهن عشر