صفحة:ألف ليلة وليلة.djvu/180

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

جواری وفيهن ابنة الملك وفرق الباقی على حاشيته ثم عزل خمسة فیهن ابنة الملك من العشر جواری وأرسل تلك الخمسة هدية الى والدك عمر النعمان مع شیء من الجوخ ومن قماش الصوف ومن القماش الحرير الرومی فقبل الهدية أبوك واختار من الخمس الجواري صفية بنت الملك افريدون فلما كان أول هذا العام أرسل أبوها إلى والدی مكتوبا فيه كلام لا ينبغي ذكره وصاح يهدده فی ذلك المكتوب ويوبخه ويقول له انكم أخذتم مركبنا من منذ سنتين وكانت فی يد جماعة لصوص من الافرنج ومن جملة ما فيها بنتی صفية ومعها من الجواری نحو ستين جارية ولم ترسلوا الى أحدا يخبرنی بذلك وأنا لا اقدر أن اظهر خبرها خوفا ان يكون فی حقي عارا عند الملوك من أجل هتك ابنتی فكتمت أمری الى هذا العام والذی بين لی ذلك انی كاتبت هؤلاء اللصوص وسألتهم عن خبر ابنتی وأكدت علیهم ان يفتشوا عليها ويخبرونی عند أی ملك هی من ملوك الجزائر فقالوا والله ما خرجنا بها من بلادك ثم قال فی المكتوب الذی كتبته لوالدی ان لم يكن مرادكم معاداتی ولا فضيحتی ولا هتك ابنتی فساعة وصول كتابی اليكم ترسلوا الي ابنتی من عندكم وان أهملتم كتابی وعصيتم أمري فلا بد أن أكافئكم على قبيح أفعالكم وسوء أعمالكم فلما وصلت هذه المكاتبة الى أبي وقرأها وفهم ما فيها شق عليه ذلك وندم حيث لا يعرف ان صفية بنت الملك فی تلك الجواري ليردها الى والدها فصار متحيرا فی أمره ولم يمكنه بعد هذه المدة المستطيلة ان يرسل الى الملك عمرالنعمان ويطلبها منه ولا سيما وقد سمعنا من مدة يسيرة انه رزق من جاريته التی بقال لها صفية بنت الملك أفريدون أولاد فلما تحققا ذلك علمنا ان هذه الورطة هی المصيبة العظمى ولم يكن لأبی حيلة غيرانه كتب جوابا للملك أفريدون يعتذر اليه فیه ويحلف له بالاقسام انه لا يعلم ان ابنته من جملة الجواری التی كانت فی تلك المركب ثم أظهر له على انه أرسلها الى الملك عمر النعمان وانه رزق منها أولاد فلما وصلت رسالة أبی الى أفريدون ملك القسطنطينية قام وقعد وأرغى وأزبد وقال كيف تكون ابنتی مسبية بصفة الجواري وتتداولها أيدی الملوك ويطئونها بلا عقد ثم قال وحق المسيح والدين الصحيح انه لا يمكننی أن أتعاقد مع هذا الأمر دون اخذ الثار وكشف العار فلا بد أن أفعل فعلا يتحدث به الناس من بعدی وما زال صابرا الى ان عمل الحيلة ونصب مكايدة عظيمة وأرسل رسلا الى والدك عمر النعمان وذكر له ما سمعت من الاقوال حتى جهزك والدك بالعساكر التی معك من أجلها وسيرك اليه حتى يقبض عليك أنت ومن معك من عساكرك وأما الثلاث خرزات التی أخبر والدك بها فی مكتوبه فليس لذلك صحة وانما كانت مع صفية ابنته وأخذها أبی حين استولى عليها هی والجواری التی معها ثم وهبهالی وهي الآن عندی فاذهب انت الى عسكرك وردهم قبل أن يتوغلوا في بلاد الافرنج والروم فانكم اذا توغلتم فی بلادهم يضيقون عليكم الطرق ولا يكن لكم خلاص من أيديهم الى يوم الجزاء والقصاص وأنا اعرف ان الجيوش مقيمون فی مكانهم لأنك أمرتهم بالاقامة ثلاثة أيام مع انهم فقدوك فی هذه المدة ولم يعلموا ماذا يفعلون فلما سمع شركان هذا لكلام صار مشغول الفكر بالاوهام ثم انه قبل يد الملكة