صفحة:ألف ليلة وليلة.djvu/182

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

ومشيتم فی أرضنا وما كفاكم ذلك حتى تخاطبونا بهذا الخطاب أظننتم أنكم تخلصون من أيدينا وتعودون الى بلادكم ثم صاح على المائة فارس الذين معه وقال لهم دونكم وهؤلاء الكلاب فانهم فی عددكم ثم سل سيفه وحمل عليهم وحملت معه المائة فارس فاستقبلتهم الافرنج بقلوب أقوى من الصخر واصطدمت الرجال بالرجال ووقعت الابطال بالابطال والتحم القتال واشتد النزال وعظمت الاهوال وقد بطل القيل والقال ولم يزالوا فی الحرب والكفاح والضرب بالصفاح الی ان ولى النهار وأقبل الليل بالاعتكار فانفصلوا عن بعضهم واجتمع شركان باصحابه فلم يجد أحدا منهم مجروحا غير أربعة أنفس حصل لهم جراحات سليمة فقال لهم شركان أنا عمری أخوض بحر الحرب العجاج المتلاطم من السيوف بالامواج وأقاتل الرجال فوالله ما لقيت أصبر على الجلاد وملاقاة الرجال مثل هؤلاء الابطال فقالوا له اعلم أيها الملك ان فهم فارسا افرنجيا وهو المقدم عليهم له شجاعة وطعنات نافذات غير ان كل من وقع منا بين يديه يتغافل عنه ولا يقتله فوالله لو أراد قتلنا لقتلنا باجمعنا فتحير شركان لما سمع ذلك المقال وقال فی غد نصطف ونبارزهم فها نحن مائة وهم مائة ونطلب النصر عليهم من رب السماء وباتوا تلك الليلة على ذلك الاتفاق وأما الافرنج فانهم اجتمعوا عند مقدمهم وقالوا له اننا ما بلغنا اليوم في هؤلاء إربا فقال لهم فی غد نصطف ونبارزهم واحدا بعد واحد فباتوا على ذلك الاتفاق أيضا فلما أصبح الصباح وأضاء بنوره ولاح وطلعت الشمس على رؤوس الروابی والبطاح وسلمت على محمد زين الملاح ركب الملك شركان وركب معه المائة فارس وأتوا الى الميدان كلهم فوجدوا الافرنج قد اصطفوا للقتال فقال شركان لأصحابه ان أعداءنا قد اصطفوا فدونكم والمبادرة اليهم فنادى مناد من الافرنج لا يكون قتالنا في هذا اليوم الا مناوبة بان يبرز بطل منكم الى بطل منا فعند ذلك برز فارس من أصحاب شركان وسار بين الصفين وقال هل من مبارز هل من مناجر لا يبرز لی اليوم كسلان ولا عاجز فلم يتم كلامه حتي برز اليه فارس من الافرنج غريق فی سلاحه وقماشه من ذهب وهو راكب على جواد أشهب وذلك الافرنجی لا نبات بعارضيه فسار جواده حتي وقف فی وسط الميدان وصادمه بالضرب والطعان فلم يكن غير ساعة حتي طعنة الافرنجي بالرمح فنكسه عن جواده وأخذه اسيرا وقاده حقيرا ففرح به قومه ومنعوه أن يخرج الى الميدان وأخرجوا غيره وقد خرج اليه من المسلمين آخر وهو أخو الاسير ووقف معه فی الميدان وحمل الاثنان على بعضهما ساعة يسيرة ثم كر الافرنجي على المسلم وغالطه وطعنه بعقب الرحم فنكسه عن جواده وأخذه أسيرا وما زال يخرج اليهم من المسلمين واحدا بعد واحد والافرنج يأسرونهم الي ان ولى النهار واقبل الليل بالاعتكار وقد اسروا من المسلمين عشرون فارسا فلما عاين شركان ذلك عظم عليه الأمر فجمع أصحابه وقال لهم ما هذا الأمر الذي حل بنا أنا أخرج فی غد الي الميدان واطلب براز الافرنجي المقدم عليهم وانظر ما الذی حمله على أن يدخل بلادنا وأحذره من قتالنا فان أبى قاتلناه وان صالحنا صالحناه وباتوا