ما أعطانی من النعم فقال معاوية أحسنت فی الجواب فقل حاجتك فقال حاجتی ان تتق الله فی الرعية وتعدل بينهم بالسوية ثم نهض قائما من مجلس معاوية فلما ولى قال معاوية لولم يكن بالعراق الا هذا لكفى ثم ان نزهة الزمان قالت وهذه النبذة من جملة باب الادب واعلم ايها الملك انه كان معيقب عاملا علي بيت المال فی خلافة عمر بن الخطاب رضی الله عنه وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح
(وفی لیلة 80) قالت بلغنی ايها الملك السعيد ان نزهة الزمان قالت واعلم ايها الملك انه كان معيقب عاملا على بيت المال فی خلافة عمر بن الخطاب فاتفق انه رأى ابن عمر يوما فأعطاه درهما من بيت المال قال معيقب وبعد ان أعطيته الدرهم انصرفت الى بيتی فبينما أنا جالس واذا برسول عمر جاءنی فذهبت معه وتوجهت اليه فاذا الدرهم فی يده وقال لی ويحك يا معيقب انی قد وجدت فی نفسك شيأ قلت وما ذلك يا أميرالمؤمنين قال انك تخاصم امة محمد ﷺ فی هذا الدرهم يوم القيامة وكتب عمر الى أبی موسى الاشعری كتابا مضمونه اذا جاءك كتابی هذا فاعط الناس الذی لهم واحمل ما بقی ففعل فلما ولی عثمان الخلافة كتب الى موسى ذلك ففعل وجاء زياد معه فلما وضع الخراج بين يدی عثمان جاء ولده فاخذ منه درهما فبكى زياد فقال عثمان ما يبكيك قال اتيت عمر بن الخطاب بمثل ذلك فاخذ ابنه درهما فامر بنزعه من يده وابنك أخذ فلم أر أحدا ينزعه منه أو يقول له شيئا فقال عثمان واين نلقى مثل عمرو روى زيد بن أسلم عن أبيه انه قال خرجت مع عمر ذات ليلة حتي أشرفنا على نار تضرم فقال يا أسلم انی أحسب هؤلاء ركبا اضربهم البرد فانطلق بنا اليهم فخرجنا حتي أتينا اليهم فاذا امرأة توقد نارا تحت قدر ومعها صبيان يتضاعون فقال عمرالسلام عليكم أصحاب الضوء وكره ان يقول أصحاب النار ما بالكم قالت اضربنا البرد والليل قال فما بال هؤلاء يضاغون قالت من الجوع قال فما هذا القدر قالت ماء أسكتهم به وان عمر بن الخطاب ليسأله الله يوم القيامة قال وما يدری عمر بحالهم قالت كيف يتولى أمور الناس ويغفل عنهم وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح(وفی ليلة81)قالت بلغنی أيها الملك السعيد قال اسلم فاقبل عمر علی وقال انطلق بنا فخرجنا نهرول حتى أتينا دارالصرف فاخرج عدلا فيه دقيق وأناء فيه شحم ثم قال حملنی هذا فقلت أنا أحمله عنك يا أميرالمؤمنين فقال أتحمل عن وزری يوم القيامة فحملته اياه وخرجنا نهرول حتي ألقينا ذلك العدل عندها ثم أخرج من الدقيق شيئا وجعل يقول للمرأة زددي الی وكان ينفخ تحت القدر وكان ذا لحية عظيمة فرأيت الدخان يخرج من خلال لحيته حتي طبخ وأخذ مقدار من الشحم فرماه فيه ثم قال اطعميهم وأنا ابرد لهم ولم يزالوا كذلك حتى أكلوا وشبعوا وترك الباقی عندها ثم أقبل علی وقال يا أسلم انی رأيت الجوع أبكاهم فاحببت ان لا أنصرف حتى يتبين لی سبب الضوء الذی رأيته وادرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح
(وفی ليلة82) قالت بلغنی أيها الملك السعيد ان نزهة الزمان قالت قيل أن عمر مر براع مملوك فابتاعه شاة فقال له انها ليست لی فقال أنت القصد فاشتراه ثم اعتقه وقال اللهم كما رزقتنی العتق الاصغر