عن كل مظلوم الا وأي عامل من عمالی زاغ عن الحق وعمل بلا كتاب ولا سنة فلا له طاعة عليكم حتى يرجع الى الحق وقال رضی الله تعالی عنه ما احب أن يخفف عنی الموت لانه آخره يوجر عليه المؤمن وقال بعض الثقات قدمت على أميرالمؤمنين عمر بن عبد العزيز وهو خليفة فرأيت بين يديه اثنی عشر درهما فأمر وضعها فی بيت المال قلت يا أمير المؤمنين انك افقرت أولادك وجعلتهم عيالا لا شیء لهم فلوأ وصيت اليهم بشیء والى من هو فقير من أهل بيتك فقال ادن منی فدنوت منه فقال أما قولك أفقرت أولادك فأوص اليهم أوالي من هو فقير من أهل بيتك فغير سديد لان الله خليفتی على أولادی وعلى من هو فقير من أهل بيتی وهو وكيل عليهم وهم ما بين رجلين إما رجل يتقی الله فسيجعل الله له مخرجا واما رجل معتكف على المعاصی فانی لم أكن لاقويه على معصية الله ثم بعث اليهم وأحضرهم بين يديه وكانوا اثنی عشر ذكرا فلما نظز اليهم ذرفت عيناه بالدموع ثم قال ان أباكم ما بين أمرين اما أن تستغنوافيدخل أبوكم النار وأما ان تفتقروا فيدخل أبوكم الجنة ودخول أبيكم الجنة أحب اليه من أن تستغنوا قدموا قد وكلت أمركم الي الله وقال خالد بن صفوان صحبنی يوسف بن عمر الى هشام بن عبد الملك فلما قدمت عليه وقد خرج بقرابته وخدمه فنزل فی أرض وضرب له خياما فلما أخذت الناس مجالسهم خرجت من ناحية البساط فنظرت اليه فلما صارت عينی فی عينه قلت له تمم الله نعمته عليك يا أميرالمؤمنين وجعل ما قلدك من هذه الامور رشد اولا خالط سرورك اذی یا أمیر المؤمنین اني أجد لك نصيحة أبلغ من حديث من سلف قبلك من الملوك فاستوى جالسا وكان متكئا وقال هات ما عندك يا ابن صفوان فقلت يا أميرالمؤمنين ان ملكا من الملوك خرج قبلك فی عام قبل عامك هذا الى هذه الارض فقال لجلسائه هل رايتم مثل ما انا فيه وهل أعطى أحد مثل ما أعطيته وكان عنده رجل من بقايا حملة الحجة والمعينين على الحق السالكين فی منهاجه فقال ايها الملك انك سألت عن أمر عظيم اتأذن لی فی الجواب عنه قال نعم قال رأيت الذي انت فيه لم يزل زائلا فقال هو شیء زائل قال فما لی أراك قد أعجبت بشیء تكون فيه قليلا وتسئل عنه طويلا وتكون عند حسابه مرتهنا قال فأين المهرب وأين المطلب قال أن تقيم فی ملكك فتعمل بطاعة الله تعالى أو تلبس أطمارك وتعبد ربك حتى يأتيك أجلك فاذا كان السحر فانی قادم عليك قال خالد بن صفوان ثم أن الرجل قرع عليه بابه عند السحر فرآه قد وضع تاجه وتهيأ للسياحة من عظم موعظته فبكى هشام بن عبد الملك بكاءاً كثيرا حتى بلل لحيته وامر بنزع ما عليه ولزم قصره فأتت الموالی والخدم الى خالد بن صفوان وقالوا اهكذا فعلت يا أمير المؤمنين افسدت لذته ونغصت حياته ثم ان نزهة الزمان قالت لشركان وكم فی هذا الباب من النصائح وانی لاعجز عن الاتيان بجميع ما فی هذا الباب فی مجلس واحد.وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح
(وفی لیلة 86) قالت بلغنی أيها الملك السعيد أن نزهة الزمان قالت لشركان وكم فی هذا الباب من النصائح وانی لاعجز عن الاتيان لك بجميع ما فی هذا الباب فی مجلس واحد ولكن على طول الايام يا ملك الزمان يكون خيرا فقالت القضاة أيها الملك ان هذه الجارية أعجوبة الزمان ويتيمة