العصروالاوان فاننا ما رأيناه ولا سمعنا بمثلها فی زمن من الازمان ثم انهم ودعوا للملك وانصرفوا فعند ذلك التفت شركان الى خدمه وقال لهم اشرعوا فی عمل العرس وهيئوا الطعام من جميع الالوان فامتثلوا أمره فی الحال وهيؤ اجميع الاطعمة وأمر نساء الامراء والوزراء أرباب الدولة لم ينصرفوا حتى يحضروا جلاء العروس فما جاء وقت العصر حتى مدوا السفرة مما تشتهی الانفس وتلذ الاعين واكل جميع الناس حتى اكتفوا وأمر الملك ان تحضر كل مغنية فی دمشق فحضرن وكذلك جواری الملك اللاتی يعرفن الغناء وطلع جميعهن الى القصرفلما اتى المساء واظلم الظلام اوقدوا الشموع من باب القلعة الى باب القصر يمينا وشمالا ومشى الامراء والوزراء والكبراء بين يدی الملك شركان واخذت المواشط الصبية ليزينها ويلبسنها فرأينها لا تحتاج الى زينة وكان الملك شركان قد دخل الحمام فلما خرج جلس على المنصة وجليت عليه العروس ثم خففوا عنها ثيابها وأوصوها بما توصى به البنات ليلة الزفاف ودخل عليها شركان واخذ وجهها وعلقت منه فی تلك الليلة واعلمته بذلك ففرح فرحا شديدا وأمر الحكماء ان يكتبوا تاريخ الحمل فلما أصبح جلس على الكرسی وطلع له أرباب دولته وهنؤه واحضر كاتب سره وأمره أن يكتب كتابا لوالده عمر النعمان بانه اشترى جارية ذات علم وأدب قد حوت فنون الحكمة وانه لا بد من ارسالها الى بغداد لتزور اخاه ضوء المكان واخته نزهة الزمان وانه اعتقها وكتب كتابه عليها ودخل بها وحملت منه ثم ختم الكتاب وأرسله الى أبيه صحبة بريد فغاب ذلك البريد شهرا كاملا ثم رجع اليه بالجواب وناوله فاخذه وقراه فاذا فيه البسملة هذا من عند الحائر الولهان الذی فقد الولدان وهجر الأوطان الملك عمر النعمان الى ولده شركان اعلم انه بعد مسيرك من عندی ضاق علی المكان حتى لا استطيع صبرا ولا اقدر أن اكتم سرا وسبب ذلك اننی ذهبت الى ای الصيد والقنص وكان ضوء المكان قد طلب منی الذهاب الى الحجاز فخفت عليه من نوائب الزمان ومنعته من السفرالى العام الثانی أو الثالث فلما ذهبت الى الصيد والقنص غبت شهروادرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح
(وفی لیلة 87) قالت بلغنی أيها الملك السعيد ان الملك عمر النعمان قال في مكتوبه فلما ذهبت الى الصيد والقنص غبت شهرا فلما أتيت وجدت أخاك وأختك أخذا شيئا من المال وسافرا مع الحجاج خفية فلما علمت بذلك ضاق بی الفضاء وقد انتظرت مجیء الحجاج لعلهما يجيآن فلما جاء الحجاج سألت عنهما فلم يخبرنی أحد بخبرهما فلبست لاجلهما ثياب الحزن وانا مرهون الفؤاد عديم الرقاد غريق دمع العين ثم أنشد هذين البيتين
ثم كتب من جملة المکتوب و بعد السلام عليك وعلى من عندك اعرفك انك لا تتهاون فی كشف الاخبار فان هذا علينا عار فلما قرأ الکتاب حزن على حزن أبيه وفرح لفقد أخته وأخيه وأخذ الكتاب ودخل به على زوجته نزهة الزمان ولم يعلم انها أخته وهی لا تعلم انه أخوها مع انه يتردد عليها ليلا