ثم سكب العبرات وأنشد هذه الابيات
فلما فرغ من شعره وسمعته نزهة الزمان كشف زيل الستارة عن المحفة ونظرت اليه فلما وقع بصرها على وجهه عرفته غاية المعرفة فصاحت قائلة يا أخی يا ضوء المكان فرفع بصره اليها فعرفها وصاح قائلا يا اختی يا نزهة الزمان فالقت نفسها عليه فتلقاها فی حضنه ووقع الاثنان مغشيا عليهما فلما رآهما الخادم على تلك الحالة تعجب في أمرهما والقى عليهما شيئا سترهما به وصبرعلیهما حتى أفاقا فلما أفاقا من غشيتهما فرحت نزهة الزمان غاية الفرح وزال عنها الهم والترح وتوالت عليها المسرات وأنشدت هذه الابيات
فلما سمع ذلك ضوء المكان ضم أخته الى صدره وفاضت لفرط سروره من أجفانه العبرات وأنشد هذه الابيات
وجلسا على باب المحفة ساعة ثم قالت قم ادخل المحفة واحك لی ما وقع لك وأنا احكی لك ما وقع لی فقال ضوء المكان احكي لی أنت أولا فحكت له جميع ما وقع لها منذ فارقته من الخان وما وقع لها من البدوی والتاجر وكيف اشتراها منه وكيف أخذها التاجر الى اخيها شركان وباعها له وان شركان أعتقها من حين اشتراها وكتب كتابه عليها ودخل بها وان الملك أباها سمع بخبرها فارسل الى شركان يطلبها منه ثم قالت له الحمد لله الذی من علی بك ومثل ما خرجنا من عند والدنا سواء نرجع اليه سواء ثم قالت له ان أخي شركان زوجنی بهذا الحاجب لأجل ان يوصلنی الى والدی وهذا ما وقع لی من الاول الى الآخرفاحك لی أنت ما وقع لك بعد ذهابي من عندك فحكى لها جميع ما وقع له من الاول الى الآخر وكيف من الله عليه بالوقاد وكيف سافر معه وانفق عليه ماله وانه كان يخدمه فی الليل والنهار فشكرته على