لضوء المكان بدوام العزثم أقبل عليه الوزير واعلمه بالذی كان فصبر الى الليل ودخل على اخته نزهة الزمان وقال لها أعلمت بسبب فتل أبی ولم نعلم بسببه كيف كان فقالت لم اعلم سبب قتله ثم انها ضربت لها ستارة من حرير وجلس ضوء المكان خارج الستارة وامر باحضار الوزير دندان فحضر یين يديه فقال له أريد ان تخبرنی تفصيلا بسبب قتل أبی الملك عمر النعمان فقال الوزیر دندان اعلم ایها الملك ان الملك عمر النعمان أتى من الصيد والقنص وجاء الى المدينة سأل عنكما فلم يجدكما فعلم انكما قد قصدتما الحج فاغتم لذلك وازداد به الغيظ وضاق صدره واقام نصف سنة وهو يستخبر عنكما كل شارد ووارد فلم يخبره أحد عنكما فبينما نحن بين يديه يوما من الايام بعدما مضى لكما سنة كاملة من تاريخ فقدكما واذا بعجوز عليها آثار العبادة قد وردت علينا ومعها خمس جوار نهد أبكار كانهن الاقمار وحوين من الحسن والجمال ما يعجز عن وصفه اللسان ومع كمال حسنهن يقرأن القرآن ويعرفن الحكمة واخبار المتقدمين فاستأذنت تلك العجوز فی الدخول على الملك فاذن لها فدخلت عليه وقبلت الأرض بين يديه وكنت انا جالسا بجانب الملك فلما دخلت عليه قربها اليه لما رأى عليها آثار الزهد والعبادة فلما استقرت العجوز عنده أقبلت عليه وقالت له اعلم أيها الملك ان معی خمس جوار ما ملك أحد من الملوك مثلهن لانهن ذوات عقل وجمال وحسن وكمال يقرأن القرآن بالروايات ويعرفن العلوم واخبار الامم السالفة وهن بين يديك وواقفات فی خدمتك يا ملك الزمان وعند الامتحان يكرم المرء أويهان فنظر المرحوم والدك الى الجواری فسرته رؤیتهن وقال لهن کل واحدة منکن تسمعنی شیئا مما تعرفه من أخبار الناس الماضين ولامم السابقين وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح
(وفی ليلة 98) قالت بلغني ايها الملك السعيد ان الوزير دندان قال للملك ضوء المكان فتقدمت واحدة منهن وقبلت الأرض بين يديه وقالت اعلم ايها الملك انه ينبغی لذی الادب ان يجتنب الفضول ويتحلى بالفضائل وان يؤدي الفرائض ويحتنا الكبائر ويلازم ذلك ملازمة من لو افرد عنه لهلك واساس الادب مكارم الاخلاق واعلم ان معظم أسباب المعيشة طلب الحياة والقصد من الحياة عبادة الله فينبغی ان تحسن خلقك مع الناس وان لا تعدل عن تلك السنة فان أعظم الناس خطرأحوجهم الى التدبير والملوك أحوج اليه من السوقة لان السوقة قد تفيض فی الامور من غير نظر فی العاقية وان تبذل فی سبيل الله نفسك ومالك واعلم ان العدو خصم تخصيمه بالحجة وتحرز منه وأما الصديق فليس بينك وبينه قاض يحكم غير حسن الخلق فاختر صديقك لنفسك بعد اختياره فان كان من الاخوان الآخرة فليكن محافظا على اتباع الظاهر من الشرع عارفا بباطنه على حسن الامكان وان كان من اخوان الدنيا فليكن حرا صادقا ليس بجاهل ولا شرير فان الجاهل أهل لان يهرب منه أبواه والکاذب لا يكون صديقا لان الصديق مأخوذ من الصدق الذی يكون ناشئا عن صميم القلب فكيف به اذا أظهر الكذب على اللسان واعلم ان اتباع الشرع ينفع صاحبه فاحبب اخاك اذا كان بهذه الصفة ولا تقطعه وان ظهر لك منه ما تكره فانه ليس كالمرأة