صفحة:ألف ليلة وليلة.djvu/225

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

ما نوى واعلم أيها الملك أن أعجب ما فی الانسان قلبه لان به زمام أمره فان هاج به الطمع أهلكه الحرص وان ملكه الاسى قتله الاسف وان عظم عنده الغضب اشتد به العطب وان سعد بالرضا أمن من السخط وان ناله الخوف شغله الحزن وان أصابته مصيبة ضمنه الجزع وان استفاد مالا ربما اشتغل به عن ذكر ربه وان أغصته فاقة أشغله الهم وان أجهده الجزع أقعده الضعف فعلى كل حالة لا صلاح له الا بذكر الله واشتغاله بما فيه تحصيل معاشه وصلاح معاده وقيل لبعض العلماء من أشر الناس حالا قال من غلبت شهوته مروءته وبعدت فی المعالی همته فاتسعت معرفته وضاقت معذرته وما احسن ما قاله قيس

وانی لاغنی الناس عن متكلف
يرى الناس ضلالا وما هو مهتدی
وما المال والاخلاق الا معارة
فكل بما يخفيه فی الصدر مرتدی
اذا ما أتيت الامر من غير بابه
ضللت وان تدخل من الباب تهتدي

ثم ان الجارية قالت واما اخبار الزهد فقد قال هشام بن بشر قلت لعمر بن عبيد ما حقيقة الزهد فقال لي قد بينه رسول الله فی قوله الزاهد من لم ينس القبر والبلا وآثر ما يبقى على ما يفنى ولم يعد عدا من ايامه وعد نفسه فی الموتى وقيل ان ابا ذر كان يقول الفقراحب الی من الغنى والسقم احب الي من الصحة فقال بعض السامعين رحم الله ابا ذر اما انا فاقول من اتكل على حسن الاختيار من الله تعالى رضی بالحالة التي اختارها الله له وقال بعض الثقات صل بنا ابن ابی او فی صلاة الصبح فقرأ يا ايها المدثر حتى بلغ قوله تعالى فاذا نقر فی الناقور فخر ميتا ويروى ان ثابتا البناني بكى حتى كادت ان تذهب عيناه فجاؤا برجل يعالجه قال اعالجه بشرط ان يطاوعني قال ثابت فی ای شیء قال الطبيب فی ان لا تبكي قال ثابت فما فضل عيني ان لم تبكيا وقال رجل لمحمد بن عبد الله اوصني وادرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح

(وفی ليلة 100) قالت بلغنی أيها الملك السعيد ان الوزير دندان قال لضوء المكان وقالت الجارية الثانية لوالدك المرحوم عمر النعمان وقال رجل لمحمد بن عبد الله أوصنی فقال أوصيك أن تكون فی الدنيا مالكا زاهدا وفی الآخرة مملوكا طامعا قال وكيف ذلك قال الزاهد فی الدنيا يملك الدنيا والآخرة وقال غوث بن عبد الله كان اخوان فی بنی اسرائيل قال أحدهما للآخرما أخوف عمل عملته قال له انی مررت ببيت فراخ فاخذت منهم واحدة ورميتها فی ذلك البيت ولكن بيت الفراخ التی أخذها منه فهذا أخوف عمل عملته فما أخوف ما عملته أنت قال أما أنا فاخوف عمل أعمله أني اذا قمت الی الصلاة أخاف أن اكون لا أعمل ذلك الا للجزاء وكان أبوهما يسمع كلامهما فقال للهم ان كانا صادقين فاقبضهما اليك فقال بعض العقلاء فان هذين من أفضل الاولاد وقال سعيد بن جبیر صحبت فضالة بن عبيد فقلت له أوصنی فقال احفظ عنی هاتين الخصلتين أن لا تشرك بالله شيأ وأن لا تؤذی من خلق الله أحدا وأنشد هذين البيتين

كن كيف شئت فان الله ذو كرم
وانف الهموم فما فی الامر من بأس