وكان ملك بن دينار اذا مر فی السوق ورأى ما يشتهيه يقول يا نفس اصبری فلا أوافقك على ما تريدين وقال رضی الله عنه سلامة النفس فی مخالفتها وبلاؤها فی متابعتها وقال منصور بن عمار حججت حجة فقصدت مكة من طريق الكوفة وكانت ليلة مظلمة واذا بصارخ يصرخ فی جوف الليلة ويقول الهی وعزتك وجلالك ما أردت بمعصيتك مخالفتك وما أنا جاهل بك ولكن خطيئة قضيتها علی فی قديم ازلك فاغفر لی ما فرط منی فانی قد عصيتك بجهلی فلما فرغ من دعائه تلا هذه الآية يا ايها الذين آمنوا قوا أنفسكم واهليكم نارا وقودها الناس والحجارة وسمعت سقطة لم اعرف لها حقيقة فمضيت فلما كان الغد مشينا الى مدرجنا واذا بجنازة خرجت وراءها عجوز ذهبت قوتها فسألتها عن الميت فقالت هذه جنازة رجل كان مر بنا البارحة وولدی قائم يصلی فتلا آية من كتاب الله تعالى فانفطرت مرارة ذلك الرجل فوقع ميتا ثم تأخرت الجارية الرابعة وتقدمت الجارية الخامسة وقالت ها أنا أذكر بعض ما يحضرنی من أخبار السلف الصالح كان مسلمة بن دينار يقول عند تصحيح الضمائر تغفر الصغائر والكبائر واذا عزم العبد على ترك الآثام أتاه الفتوح وقال كل نعمة لا تقرب الى الله فهی بلية وقليل الدنيا يشغل عن كثير الآخرة وكثيرها ينسيك قليلها وسئل ابو حازم:من أيسر الناس فقال رجل اذهب عمره فی طاعة الله قال فمن احمق الناس قال رجل باع آخرته بدنیا غیره وروی ان موسي عليه السلام لما ورد ماء مدين قال رب انی لما انزلت لی من خير فقير فسأل موسى ربه ولم يسأل الناس وجاءت الجاريتان فسقى لهما ولم تصدر الرعاء فلما رجعتا اخبرتا اباهما شعيبا فقال لهما لعله جائع ثم قال لاحداهما ارجعی اليه وادعيه فلما اتته غطت وجهها وقالت ان ابی يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا فكره موسى ذلك واراد أن لا يتبعها وكانت امرأة ذات عجز فكانت الريح تضرب ثوبها فيظهر لموسى عجزها فيغض بصره ثم قال لها كونی خلفی فمشت خلفه حتى دخل على شعيب والعشاء مهيأ وادرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح
(وفی ليلة 102) قالت بلغنی ايها الملك السعيد ان الوزير دندان قال لضوء المكان وقالت الجارية الخامسة لوالدك فدخل موسى على شعيب عليهما السلام والعشاء مهيأ فقال شعيب لموسى يا موسى انی اريد ان أعطيك أجر ما سقيت لهما فقال موسى انا من اهل بيت لا نبيع شيئا من عمل الآخرة بما على الارض من ذهب وفضة فقال شعيب يا شاب ولكن انت ضيفی واكرام الضيف عادتی وعادة آبائي باطعام الطعام فجلس موسى فاكل ثم ان شعيبا استأجر موسى ثمانی حجج أي سنتين وجعل اجرته على ذلك تزويجه احدى ابنتيه وكان عمل موسى لشعيب صداقا لها كما قال تعالى حكاية عنه اني أريد أن أنكحك احدى ابنتی هاتين على أن تأجرنی ثمانی حجج فان اتممت عشرا فمن عندك وما أريد أن اشق عليك وقال رجل لبعض اصحابه وكان له مدة لم يره انك أوحشتنی لاننی ما رأيتك منذ زمان قال اشتغلت عنك بابن شهاب اتعرفه قال نعم هو جاری منذ ثلاثين سنة الا أننی لم اكلمه قال له