انك نسيت الله فنسيت جارك ولو أحببت الله لاحببت جارك أما علمت أن للجار علی حقا كحق القرابة وقال حذيفة دخلنا مكة مع ابراهيم بن ادهم وكان شقيق البلخي قد حج فی تلك السنة فاجتمعنا فی الطواف فقال ابراهيم لشقيق ما شأنكم في بلادكم فقال شقيق اننا اذا رزقنا اكلنا واذا جعنا صبرنا فقال كذا تفعل كلاب بلخ ولكننا ادا رزقنا آثرنا واذا جعنا شكرنا فجلس شقيق بين يدی ابراهيم قال له أنت استاذی وقال محمد بن عمران سأل رجل حاتما الاصم فقال له ما أمرك فی التوكل على الله تعالى قال على خصلتين علمت ان رزقی لا يأكله غيری فاطمأنت نفسی به وعلمت انی لم أخلق من غير علم الله فاستحييت منه ثم تأخرت الجارية الخامسة وتقدمت العجوز وقبلت الارض بين يدی والدك تسع مرات وقالت قد سمعت أيها الملك ما تكلم به الجميع فی باب الزهد وانا تابعة لهن فأذكر بعض ما بلغنی عن اكابرالمتقدمين قيل كان الامام الشافعی رضی الله عنه يقسم الليل ثلاثة أقسام الثلث الاول للعلم والثانی للنوم والثالث للتهجد وكان الامام ابو حنيفة يحيی نصف الليل فأشار اليه انسان وهو يمشی وقال الآخران هذا يحيی الليل كله فلما سمع ذلك قال انی استحی من الله أن اوصف بما ليس فی فصار بعد ذلك يحيی الليل كله وقال الربيع كان الشافعی يختم القرآن فی شهر رمضان سبعين مرة كل ذلك فی الصلاة وقال الشافعی رضی الله عنه ما شبعت من خبز الشعير عشر سنين لان الشبع يقسی القلب ويزيل الفطنة ويجلب النوم ويضعف صاحبه عن القيام وروي عن عبد الله ومحمد السكری انه قال كنت انا وعمرة نتحدث فقال لی ما رأيت أروع ولا أفصح من محمد بن ادريس الشافعی واتفق اننی خرجت انا والحرث بن لبيب الصغار وكان الحرث تلميذ المزنی وكان صوته حسنا فقرأ قوله تعالى هذا يوم لا ينطقون ولا يؤذن لهم فيعتذرون فرأيت الامام الشافعي تغير لونه واقشعر جلده واضطرب اضطرابا شديدا وخر مغشيا عليه فلما أفاق قال أعوذ بالله من مقام الكذابين واعراض الغافلين اللهم لك خشعت قلوب العارفين اللهم هب لی غفران ذنوبي من جودك وجملنی بسترك واعف عن تقصيری بكرم وجهك ثم قمت وانصرفت وقال بعض الثقات لما دخلت بغداد كان الشافعی بها فجلست على الشاطئ لاتوضأ للصلاة اذ مر بی انسان فقال لی يا غلام أحسن وضوءك يحسن الله اليك فی الدنيا والآخرة فالتفت واذا برجل يتبعه جماعة فأسرعت فی وضوئی وجعلت اقفوا اثره فالتفت الی وقال هل لك من حاجة فقلت نعم تعلمنی مما علمك الله تعالى فقال اعلم أن من صدق الله ونجا ومن اشفق على دينه سلم من الردى ومن زهد في الدنيا قرت عيناه غدا أفلا ازيدك قلت بلى قال كن في الدنيا زاهدا وفی الآخرة راغبا وأصدق فی جميع أمورك تنج مع الناجين ثم مضى فسألت عنه فقيل لی هذا الامام الشافعی وكان الامام الشافعي رضی الله تعالی عنه يقول وددت ان الناس ينتفعون بهذا العلم على أن لا ينسب الی منه شیء.وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح
(وفی ليلة 103) قالت بلغنی ايها الملك السعيد أن الوزير دندان قال لضوء المكان قالت العجوز لوالدك كان الامام الشافعی يقول وددت أن الناس ينتفعون بهذا العلم على أن لا ينسب الی