صفحة:ألف ليلة وليلة.djvu/266

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

-۲۹۲ طویل وخصر نحيل وردف ثقيل إن أقبلت فتنت وان أدبرت قتلت تأخذ القلب وال اظر كما قال فيها الشاعر هيفاء تخجل غصن البان قامتها لم يحك طلعتها شمس ولا قمر كأنما ريقها شهد وقد مزجت به المدامة لكن ثغرها درر ممشوقة القد من حور الجنان لها وجه جميل وفي ألحاظها حور وكم لها من قتیل مات من كمد وفي طريق هواها الخوف والخطر إن عشت فهي المني ماشئت أذكرها أو مت من دونها لم يجدني العمر فلما فرغ الوزير من وصف تلك الجارية قال الملك سليمان شاه ارأي عندي أيها الملك أن يرسل إلى أبيهارسولافطناخبيرا بالامورمجربالتصاريف الدهورلیتلطف في خطبتهالك من أبيها فانهالانظير لها في قاصى الأرض ودانیها وتحظى منها بالوجه الجميل ويرضى عليك الرب الجليل فقد ورد عن النبي أنه قال لارهبانية في الاسلام فعند ذلك توجه الى الملك كمال الفرح واتسع صدره وانشرح وزال عنه الهم والغم ثم أقبل على الوزير وقال اعلم أيها الوزير أنه لا يتوجه لهذا الأمر إلاأنت لكمال عقلك وأدبك فقم إلى منزلك واقض أشغالات و تجهز فيغدواخطب لي هذه البنت التي أشغات بها خاطری ولا تعدلى الأبها فقال مهاوطاعة ثم إن الوزير توجه إلى منزله واستدعي بالهدايا التي تصلح للملوك من ثمين الجواهر و نفیس الذخائر وغير ذلك مماهو خفيف في الحمل وتقيل في اليمن ومن الخيل العربية والدروع الداودية وصناديق المال التي يعجز عن وصفها المقال ثم حملوها على البغال والجمال وتوجه الوزير ومعه مائة ملوك ومائة جارية وانتشرت على رأسه الرايات والاعلام وأوصاه الملك ان ياتي اليه في مدة قليلة من الايام و بعد توجهه صار الملك سايمانشاه على مقالى النار مشغولا بحبها في الليل والنهار وسار الوزير ليلا ونهارا يطوى برار وأقفار حتى بقى بينه و بين المدينة التي هو متوجه اليها يوم واحد ثم نزل على شاطیء هر وأحضر بعض خواصه وأمره أن يتوجه إلى الملك زهرشاه بسرعة و يخبره بقدومه عليه فقال سمعا وطاعة ثم توجه بسرعة إلى تلك المدينة فلما قدم عليها وافق قدومه أن الملك زهر شاه كان جالسا في بعض المنتزهات قدام باب المدينة فرآه وهو داخل وعرف أنه غريب فأمر باحضاره بين يديه فلما حضر الرسول أخبره بقدوم وزير الملك الاعظم سلیمان شاه صاحب الأرض الخضراء وجبال أصفهان ففرح الملك زهر شاه ورحب بالرسول وأخذه وتوجه إلى قصره وقل أين فارقت الوزير فقال فارقته على شاطيء النهر الفلاني وفي غد يكونواصلا اليك وقادماعليك أدام الله نعمته عليك ورحم والديك قاصر زهرشاه بعض وزرائه أن ياخذ معظم خواصه وحجابه و نوابه وأرباب دولته ومخرج بهم إلى مقابلته تعظيم الملك سليمان شاه لان حكمه نافذفی الارض هذا ما كان من أمر الملك زهرشاه ( وأما ما كان من أمر الوزير فانه استقر في مكانه إلى نصف الليل ثم رحل متوجها إلى المدينة فلمالاح الصباح وأشرقت الشمس على الروابي والبطاح لم يشعر إلا ووزير الملك