صفحة:ألف ليلة وليلة.djvu/296

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

-۲۹۲ ترى هل لنا بعد البعاد وصول فأشكوا اليكم صوتي وأقول تذكرتكم والليل ناء صاحبه وأسهرتمونى والانام غفول فلما فرغ من شعره بكي بكاء شديد او بکا معه عزيز وتذكر ابنة عمه ومازالا يبكيان إلى أن أصبح الصباح ثم قام تاج الملوك ودخل على والدته وهولا بس أهبة السفر فسألته عن حاله فاخبرها بحقيقة الامر فاعطته خمسين الف دينار ثم ودعته وخرج من عندها ودعت له بالسلامة والاجتماع بالاحباب ثم دخل على والده واستأذنه أن يرحل فأذن له وأعطاه خمسين الف دينار وأمر أن تضرب المخيمة عظيمة وأقاموافيها يومين ثم سافرواواستأنس تاج الملوك بعزيز وقال له يا أخي انا مابقیت أطيق أن افارقك فقال عزیز وانا الاخركذلك وأحب أن أموت تحت رجليك ولكن يا أخي قلبي اشتغل بوالدتي فقال له تاج الملوكلانبلغ المرام لا يكون إلاخيرا وكان الوزيرقدودی تاج الملوك بالاصطبار وصار عزيز ينشد له الاشعار و محدثه بالتواريخ والاخبار ولم يزالوا سائرين بالليل والنهار مدة شهرين فطالت الطريق على تاج الملوك واشتد عليه الغرام و زاد به الوجد والهيام فلا قربوامن المدينة فرح تاج الملوك غايه الفرح وزال عنه الهم وانترح ثم دخلوها وما زالوا سائرین إلى أن وصلوا إلى سوق البرقليارات التجار تاج الملوك وشاهدواحسنه وجماله تحيرت عقولهم وصاروا يقولون هل رضوان فتح أبواب الجنانوسها عنهانخرج هذا الشاب البديع الحسن و بعضهم يقول لعل هذا من الملائكة فلادخلوا عند التجارسألوا عن دازشیخ السوق فدلوهم عليه فتوجهوا اليه فلما قربواقام اليهم هو ومن معه من التجار وعظموهم خصوصا الوزير الأجل فانهم رأوه رجلا كبيرا مهابا ومعه تاج الملوك وعزيز فقال التجارلبعضهم لا شك أن هذا الشيخ والدهذين الغلامين فقال الوزرمن شيخ فيكم فقالواهاهوفنظر الي الوزير وتأمله فرآه رجلا كبيرا صاحت هيبة و وقار وخدم وغليان ثم ان شیخ السوق حياه تحية الاحباب و بالغ في اكرامهم وأجلسهم جنبه وقال لهم هل لكم حاجة تفوز بقضائها فقال الوزير نعم اني رجل كبير طاعن في السن ومع هذان الغليان وسافرت بهما سائرالاقاليم والبلاد ومادخلت بلدة الاأقتهاسنة كاملة حتى يتفرجا عليها ويعرفا أهلهاواني قد أتيت بلدكم هذه واخترت المقام فيها واشتهى منك دكاناتكون من أحسن المواضع حتى اجلسهمافیهالیتاجراويتفرجا على هذه المدينة ويتخلق بأخلاق أهلهاويتعلم البيع والشراء والأخذوالعطاء فقال شيخ السوق لا بأس بذلك ثم نظر إلى الولدين وفرح بهما واحبهما حبا زائد ارکان شیخ السوق مغرما بفاتك اللحظات ويغلب حب البنين على البنات و يميل الى الحموضة فقال في نفسه سبحان خالقهما ووصورهما من ماء مهين ثم قام واقفا في خدمتهما كالغلام بين ایدیهما وبعدذلك سعي وهيأله الدكان وكانت في وسط السوق ولم يكن اكبر منها ولا اوجه منها عنده لانها كانت متسعة مزخرفة فيها رفوف من عاج وآبنوس ثم سلم المفاتيح للوزير وهو في صفة تاجر رقال جعلها الله مباركة على ولديك قلي اخذالوزرمفاتیح الدكان توجه اليها والغايمان