وأسواقها فازدحمت عليه الناس وزفوه فدخل دكان طباخ وكان ذلك الطباخ رجلا مسرفا فتاب الله عليه من الحرام وفتح له دكان طباخ وكانوا أهل دمشق كلهم يخافون منه بسبب شدة باسه فلما نظرالناس الی الشاب وقد دخل دکان الطباخ افترقوا وخافوا منه نظر الطباخ الى حسن بدر الدين وشاهد حسنه وجماله وقعت فی قلبه محبته فقال من أين أنت يا فتى فاحكی لی حكايتك فانك صرت عندي أعز من روحی فحكى له ما جرى من المبتدأ الى المنتهى فقال له الطباخ يا سيدی بدر الدين اعلم ان هذا أمر عجيب وحديث غريب ولكن يا ولدی اكتم ما معك حتى يفرج الله ما بك واقعد عندي فی هذا المكان وأنا ما لی ولد فاتخذك ولدی فقال له بدرالدين الامر كما تريد يا عم فعند ذلك نزل الطباخ الى السوق واشترى لبدر الدين أقمشة مفتخرة وألبسه اياها وتوجه به الى القاضی وأشهد على نفسه انه ولده وقد اشتهر حسن بدرالدين فی مدينة دمشق انه ولد الطباخ وقعد عنده فی الدكان يقبض الدراهم وقد استقر أمره عند الطباخ على هذه الحالة هذا ما كان من أمر حسن بدر الدين(وأما)ما كان من أمر ست الحسن بنت عمه فانها لما طلع الفجر وانتبهت من النوم لم تجد حسنا بدر الدين قاعدا عندها فاعتقدت انه دخل المرحاض فجلست تنتظره ساعة واذا بابيها قد دخل عليها وهو مهموم مما جرى له من السلطان وكيف غصبه وزوج ابنته غصبا لاحد غلمانه الذی هو السايس الاحدب وقال فی نفسه أقتل هذه البنت ان كانت مکنت هذا الخبيث من نفسها فمشى الى ان وصل الى المخدع ووقف على بابه وقال يا ست الحسن فقالت له نعم يا سيدی ثم انها خرجت وهی تتمايل من الفرح وقبلت الارض بين يديه وازداد وجهها نوراً وجمالا لعناقها لذلك الغزال فلما نظرها أبوها وهی بتلك الحالة قال لها يا خبيثة هل أنت فرحانة بهذا السايس فلما سمعت ست الحسن كلام والدها تبسمت وقالت يا الله يكفی ما جرى منك والناس يضحكون علی ويعايروني بهذا السياس الذی ما يجیء في أصبعی قلامة ظفر ان زوجی والله ما بت طول عمری ليلة أحسن من ليلة البارحة التی بتها معه فلا تهزأ بی وتذكر لی ذلك الأحدب فلما سمع والدها كلامها امتزج بالغضب وازرقت عيناه وقال لها ويلك أی شیء هذا الكلام الذی تقولينه ان السايس الاحدب قدبات عندك فقالت بالله عليك لا تذكره لی قبحه الله وقبح أباه فلا تكثر المزاح بذكره فما كان السايس الا مكتری بعشرة دنانير وأخذ أجرته وراح وجئت أنا ودخلت المخدع فنظرت زوجی قاعدا بعدما جلتنی عليه المغنيات ونقط بالذهب الاحمر حتى أغنى الفقراء الحاضرين وقد بت فی حضن زوجی الخفيف الروح صاحب العيون السود والحواجب المقرونة فلما سمع والدها هذا الكلام صار الضياء فی وجهه ظلاما وقال لها يا فاجرة ما هذا الذی تقولينه أين عقلك فقالت له يا أبت لقد فتت كبدی لای شیء تتغافل فهذا زوجی الذی أخذ وجهی قد دخل بيت الراحة وانی قد علقت منه فقام والدها وهو متعجب ودخل بيت الخلاء فوجد السائس الاحدب ورأسه مغروزة فی الملاقی ورجلاه مرتفعة الى فوق فبهت فيه الوزير وقال اما هذا هو الاحدب فخاطبه فلم يرد عليه وظن الاحدب انه العفريت وادرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح
صفحة:ألف ليلة وليلة.djvu/78
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.