)وفی لیلة ۲۳) قالت بلغنی أيها الملك السعيد أن السائس الاحدب لما كلمه الوزير لم يرد عليه فصرخ عليه الوزير وقال له تكلم والا أقطع رأسك بهذا السيف لعند ذلك قال الاحدب والله يا شيخ العفاريت من حين جعلتنی فی هذا الموضع ما رفعت رأسی فبالله عليك ان ترفق بی فلما سمع الوزير كلام الاحدب قال له ما تقول فانی أبو العروسة وما انا عفريت فقال ليس عمری فی يدك ولا تقدر ان تأخذ روحی فرح الی حال سبيلك قبل أن يأتيك الذی فعل بی هذه الفعال فانتم لا تزوجونی الا بمعشوقة الجواميس ومعشوقة العفاريت فلعن الله من زوجنی بها ولعن من كان السبب فی ذلك فقال له الوزيرقم واخرج من هذا المكان فقال له هل أنا مجنون حتى أروح معك بغير اذن العفريت فانه قال لی اذا طلعت الشمس فاخرج وروح الى حال سبيلك فهل طلعت الشمس أو لا فانی لا اقدر أن أطلع من موضعی الا ان طلعت الشمس فعند ذلك قال له الوزير من أتى بك الى هذا المكان فقال انی جئت البارحة الى هنا لاقضی حاجتی وازيل ضرورتی فاذا بفار طلع من وسط الماء وصاح وصار يكبر حتى بقی قدر الجاموسة وقال لی كلاما دخل فی أذنی فخلنی ورح لعن العروسة ومن زوجنی بها فتقدم اليه الوزير وأخرجه من المرحاض فخرج وهو يجری وما صدق ان الشمس طلعت وطلع الى السلطان وأخبره بما اتفق له مع العفريت واما الوزير أبو العروسة فانه دخل البيت وهو حائر العقل فی أمر بنته فقال يا بنتی اكشفی لی عن خبرك فقالت ان الظريف الذی كنت أتجلى عليه بات عندی البارحة وأزال بكارتی وعلقت منه وان كنت لم تصدقنی فهذه عمامته بلفتها على الكرسی ولباسه تحت الفراش وفيه شیء ملفوف لم اعرف ما هوفلما سمع والدها هذا الكلام دخل المخدع فوجد عمامة حسن بدر الدين ابن أخيه ففی الحال أخذها فی يده وقلبها وقال هذه عمامة وزراء الا انها موصلية ثم نظر الى الحرز مخيط فی طربوشه فاخذه وفتقه وأخذ اللباس فوجد الكيس الذی فيه الف دينار ففتحه فوجد فيه ورقة فقراها فوجد مبايعة اليهودی واسم حسن بدر الدين بن نور الدين البصری ووجد الالف دينار فلما قرأ شمس الدين الورقة صرخ صرخة وخر مغشياً عليه فلما أفاق وعلم مضمون القصة تعجب وقال لا اله الا الله القادر على كل شیء وقال يا بنت هل تعرفين من الذی أخذ وجهك قالت لا قال انه ابن أخی وهو ابن عمك وهذه الألف دينار مهرك فسبحان الله فليت شعری كيف اتفقت هذه القضية ثم فتح الحرز المخيط فوجد فيه ورقة مكتوبا عليه بخط أخيه نور الدين المصری أبی حسن بدر الدين فلما نظر خط أخيه أنشد هذين البيتين
فلما فرغ من الشعر قرأ الحرز فوجد فيه تاريخ زواجه بنت وزير البصرة وتاريخ دخوله بها وتاريخ عمره إلى حين وفاته وتاريخ ولادة ولده حسن بدر الدين فتعجب واهتز من الطرب وقابل ما جرى لأخيه على ما جرى له فوجده سواء بسواء وزواجه وزواج الآخر موافقين تاريخا ودخولهما بزوجتيهما متوافقا وولادة حسن بدر