وافرشی البيت مثل فرشة ليلة الجلاء فأمرت الجواری بذلك فقمن وأوقدن الشمع وقد أخرج الوزير الورقة التی كتب فيها امتعة البيت ثم قرأها وأمر أن يضعوا كل شیء فی مكانه حتى أن الرائي ذا رأى ذلك لا يشك فی أنها ليلة الجلاء بعينها ثم أن الوزير أمر أن تحط عمامة حسن بدر الدين فی مكانها الذی حطها فيه بيده وكذلك السروال والكيس الذی تحت الطراحة ثم أن الوزير أمر ابنته تتحف نفسها كما كانت ليلة الجلاء وتدخل المخدع وقال لها اذ دخل عليك ابن عمك فقولی له قد أبطأت علی فی دخولك بيت الخلاء ودعيه يبيت عندك وتحدثی معه الى النهار وكتب هذا التاريخ ثم أن الوزير اخرج بدرالدين من الصندوق بعد أن فك القيد من رجليه وخلع ما عليه من الثياب وصار بقميص النوم وهو رفيع من غير سروال كل هذا وهو نائم لا يعرف بذلك ثم انتبه بدرالدين من النوم فوجد نفسه في دهليز نير فقال فی نفسه هل أنا فی اضغاث أحلام أو فی اليقظة ثم قام بدرالدين فمشى قليلا الى باب ثان ونظر واذا هو في البيت الذي انجلت فيه العروسة ورأى المخدع والسرير ورأى عمامته وحوائجه فلما نظر ذلك بهت وصار يقدم رجلا ويؤخر أخرى وقال في نفسه هل هذا في المنام أو فی اليقظة وصار يمسح جبينه ويقول وهو متفجب والله ان هذا مكان العروسة التي انجلت فيه علی فانی كنت في صندوق فبينما هو يخاطب نفسه واذا بست الحسن رفعت طرف الناموسية وقالت له يا سيدی أما تدخل فانك أبطأت علی في بيت الخلاء فلما سمع كلامها ونظر الى وجهها وضحك وقال ان هذه أضغاث أحلام ثم دخل وتنهد وتفكر فيما جرى له وتحير في أمره واشكلت عليه قضيته ولما رأى عمامته وسرواله والكيس الذي فيه الالف دينار قال الله اعلم أنی فی اضغاث أحلام وصار من فرط التعجب متحيرا وهناك أدرك شهرزاد الصباح(وفی لیلة 25)قالت بلغنی أن بدرالدين تعجب وتحير فعند ذلك قالت له ست الحسن مالي أراك متعجبا متحيرا ما كنت هکذا في أول الليل فضحك وقال کم عام لی غائب عنك فقالت له سلامتك اسم الله حواليك أنت انما خرجت الى الكنيف لتقضی حاجة وترجع فاي شیء جري في عقلك فلما سمع بدرالدين ذلك ضحك وقال لها صدقت ولكننی لما خرجت من عندك غلبنی النوم في بيت الراحة فحلمت أنی كنت طباخا في دمشق وأقمت بها عشرة سنين وكأنه جاءنی صغير من أولاد الاكابر ومعه خادم وحصل من أمره كذا وكذا ثم أن حسن بدر الدين مسح بيده على جبينه فرأى أثر الضرب عليه فقال والله يا سيدتی كأنه حق لانه ضربنی على جبينی فشبحه فكأنه فی اليقظة ثم قال لعل هذا المنام حصل حين تعانقت أنا وأنت ونمنا فرأيت في المنام كأنی سافرت الي دمشق بلا طربوش ولا عمامة ولا سروال وعملت طباخا ثم سكت ساعة وقال والله كأنی رأيت أنی طبخت حب رمان وفلفله قليل والله ما كانی الا نمت فی بيت الراحة فرأيت هذا كله فی المنام فقالت له ست الحسن بالله وعليك أی شیء رأيته زيادة على ذلك فحكى لها جميع ما رآه ثم قال والله لولا انی انتبهت لكانوا صلبونی على لعبة خشب فقالت له على أی شیء فقال على قلة الفلفل فی حب الرمان ورأيت كانهم خرجوا دكاني وكسروا مواعينی
صفحة:ألف ليلة وليلة.djvu/87
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.