وحطونی فی صندوق وجاؤوا بالنجار ليصنع لی لعبة من خشب لأنهم ارادوا صلبی عليها فالحمد لله الذی جعل ذلك كله فی المنام ولم يجعله فی اليقظة فضحكت ست الحسن وضمته إلى صدرها وضمها إلى صدره ثم تذكر وقال والله ما كأنه ألا في القظة فأنا ما عرفت أی شیء الخبر ولا حقيقة الحال ثم إنه نام وهو متحير فی أمره فتارة يقول رأيته في المنام وتارة يقول رأيته فی اليقظة ولم يزل كذلك إلى الصباح ثم دخل عليه عمه الوزير شمس الدين فسلم عليه فنظر له حسن بدر الدين وقال بالله عليك أما أنت الذي أمرت بتكتيفی وتسمير دكانی من شأن حب الرمان لكونه قليل الفلفل فعند ذلك قال الوزير أعلم يا ولدی إنه ظهر الحق وبان ما كان مختفيا أنت إبن اخي، وما فعلت ذلك حتى تحققت أنك الذي دخلت على بنتی تلك الليلة، وما تحققت ذلك حتى رأيتك عرفت البيت وعرفت عمامتك وسروالك، وذهبك والورقتين التي كتبتهما بخطك والتي كتبها والدك أخي فإني ما رأيتك قبل ذلك وما كنت أعرفك، وأما أمك فإنی جئت بها معي من البصرة ثم رمى نفسه عليه وبكى فلما سمع حسن بدر الدين كلام عمه تعجب غاية العجب وعانق عمه وبكى من شدة الفرح ثم قال له الوزير يا ولدي إن سبب ذلك كله ما جرى بيني وبين والدك وحكى له جميع ما جرى بينه وبين أخيه وأخبره بسبب سفر والده إلى البصرة ثم إن الوزير أرسل إلي عجيب فلما رآه والده قال لهذا الذی ضربنی بالحجر فقال الوزير هذا ولدك فعند ذلك رمى نفسه علیه وأنشد هذه الأبیات
فلما فرغ من شعره التفتت إليه والدته والقت روحها عليه وأنشدت هذين البيتين
ثم إن والدته حكت له جميع ما وقع لها بعده وحكى لها جميع ما قاساه فشكروا الله على جمع شملهم ببعضهم ثم أن الوزير طلع إلى السلطان وأخبره بما جرى له فتعجب وأمر أن يؤرخ ذلك فی السجلات ليكون حكاية على ممر الأوقات ثم ان الوزير أقام مع ابن أخيه وابنته واینها وزوجة أخیه فی ألذعیش إلی إن أتاهم هازم اللذات و مفرق الجماعات وهذایا أمیرالؤمنین ما جری للوزیر شمس الدین وأخیه نورالدين فقال الخليفة هارون الرشيد والله ان هذا الشیء عجاب ووهب للشاب سرية من عنده ورتب له ما يعيش به وصار ممن ينادمه ثم ان لبنت قالت وما هذا بإعجب من حكاية الخياط والأحدب واليهودي والمباشر والنصراني فيما وقع لهم قال الملك وما حكايتهم