انظره وصف له دواء واعطيتها ربع دينار فطلعت لسيدها واسندت الاحدب الي جهة السلم ومضيت أنا وزوجتی فنزل اليهودی فعثر فيه فظن انه قتله ثم قال الخياط لليهودی أصحيح هذا قال نعم والتفت الخياط للوالي وقال اطلق اليهودی واشنقني فلما سمع الوالي كلامه تعجب من أمر الاحدب وقال ان هذا أمر يؤرخ فی الكتب ثم قال للسياف اطلق اليهودی واشنق الخياط باعترافه فقدمه السياف وقال هل نقدم هذا ونؤخر هذا ولا نشنق واحدا ثم وضع الحبل فی رقبة الخياط فهذا ما كان من أمر هؤلاء(وأما)ما كان من امر الاحدب فقيل انه كان مسخرة للسلطان و کان السلطان لا يقدر أن يفارقه فلما سكر الاحدب غاب عنه تلك الليلة وثانی يوم الي نصف النهار فسأل عنه بعض الحاضرين فقالوا له يا مولانا طلع به الوالی وهو ميت وأمر بشنق قاتله فنزل الوالی ليشنق القاتل فحضر له ثان وثالث وكل واحد يقول ما قتله الا انا وكل واحد يذكر للوالی سبب قتله له فلما سمع الملك هذا الكلام صرخ على الحاجب وقال له انزل الي الوالي وائتنی بهم جميعا فنزل الحاجب فوجد السياف كاد أن يقتل الخياط فصرخ عليه الحاجب وقال لا تفعل واعلم الوالي ان القضية بلغت الملك ثم أخذه وأخذ الاحدب معه محمولا والخياط واليهودی والنصرانی والمباشر وطلع بالجميع الى الملك فلما تمثل الوالی بين يديه قبل الارض وحكى له جميع ما جرى مع الجميع فلما سمع الملك هذه الحكاية تعجب وأخذه الطرب وأمر ان يكتب ذلك بماء الذهب وقال للحاضرين هل سمعتم مثل قصة هذا الاحدب فعند ذلك تقدم النصرانی وقال يا ملك الزمان ان أذنت لي حدثتك بشیء جرى لي وهو اعجب وأغرب واطرب من قصة الاحدب فقال الملك حدثنا بما عندك فقال النصرانی اعلم يا ملك الزمان أنی لما دخلت تلك الديار اتيت بمتجر واوقعنی المقدور عندكم وكان مولدی بمصر وانا من قبطها وتربیت بها وكان والدی سمسارا فلما بلغت مبلغ الرجال توفي والدی فعملت سمسارا مكانه فبينما أنا قاعد يوما من الايام واذا بشاب أحسن ما يكون وعليه أفخر ملبوس وهو راكب حمارا فلما رانی سلم علي فقمت اليه تعظيما له فاخرج منديلا وفيه قدر من السمسم وقال كم يساوی الاردب من هذا فقلت له مائة درهم فقال لی خذ التراسين والكيالين واعمد الي خان الجوالی في باب النصر تجدني فيه وتركنی ومضى واعطاني السمسم بمنديله الذی فيه العينة فدرت على المشترين فبلغ ثمن كل أردب مائة وعشرين درهما فاخذت معی أربعة تراسين ومضيت اليه فوجدته فی انتظاری فلما رانی قام الي المخزن وفتحه فكيلناه فجاء جميع ما فيه خمسين أردبا فقال الشاب لك فی كل أردب عشرة دراهم سمسرة واقبض الثمن واحفظه عندك وقدر الثمن خمسة آلاف لك منها خمسمائة ويبقى لي اربعة آلاف وخمسمائة فاذا فرغ بيع حواصلی جئت اليك وأخذتها فقلت له الامر كما تريد ثم قبلت يديه ومضيت من عنده فحصل لي فی ذلك اليوم الف درهم وغاب عنی شهرا ثم جاء وقال لي اين الدراهم فقلت هاهي حاضرة فقال احفظها حتي أجيء اليك فآخذها فقعدت انتظره فغاب عني شهرا ثم جاء وقال لي أين الدراهم فقمت و سلمت علیه وقلت له هل لك أن تأکل عند ناشیئا فابی وقال لی احفظ الدراهم حتی أمضی وأجيء فآخذها منك ثم ولي وفقمت واحضرت له الدارهم وقعدت
صفحة:ألف ليلة وليلة.djvu/92
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.