كيس أزرق فيه عشرون دينارا فاخذه وانا فی الزحام فقال الوالی للجندی هل كان معك أحد فقال الجندی لا فصرخ الوالی على المقدم وقال امسكه وفتشه فامسكنی وقد زال الستر عنی فقال له الوالي أعره من جميع ما عليه فلما اعرانی وجدوا الكيس فی ثيابی فلما وجدوا الكيس أخذه الوالی وفتحه وعده فرأى فيه عشرين دينارا كما قال الجندي فغضب الوالی وصاح على اتباعه وقال قدموه فقدمونی بين يديه فقال يا صبی قل الحق هل أنت سرقت هذا الكيس فاطرقت برأسی الى الارض وقلت فی نفسی ان قلت ما سرقته فقد اخرجه من ثيابی وان قلت سرقته وقعت فی العناء ثم رفعت رأسی وقلت نعم أخذته فلما سمع منی الوالی هذا الكلام تعجب ودعا الشهود فحضروا وشهدوا على منطقی هذا كله فی باب زويلة فامر الوالي السياف بقطع يدي فقطع يدی اليمنى فرق قلب الجنيدي وشفع فی عدم قتلی وتركنی الوالی ومضى وصارت الناس حولی وسقونی قدح شراب واما الجندی فانه أعطانی الكيس وقال أنت شاب مليح ولا ينبغی أن تكون لصا فاخذته منه وانشدت هذه الابيات
فتركنی الجندی وانصرف بعد أن أعطانی الكيس وانصرفت انا ولقيت يدی فی خرقة وادخلتها عنی وقد تغيرت حالتی واصفر لونی مما جرى لی فتمشيت الى القاعة وانا على غير استواء ورميت روحي على الفراش فنظرتنی الصبية متغيراللون فقالت لی ما وجعك وما لی ارى حالتك تغيرت فقلت لها رأسی توجعنی وما أنا طيب فعند ذلك اغتاظت وتشوشت لاجلی وقالت لا تحرق قلبی يا سيدی اقعد وارفع رأسك وحدثنی بما حصل لك اليوم فقد بان لي فی وجهك كلام فقلت دعينی من الكلام فبكت وقالت کانك قد فرغ غرضك منا فانی أراك علی خلاف العادة فبکت وصارت تحدثنی وانا لا أجيبها حتى أقبل الليل فقدمت لی الطعام فامتنعت وخشيت ان ترانی آكل بيدی الشمال فقلت لا أشتهی أن آكل فی هذه الساعة فقالت حدثنی بما جري لك في هذا اليوم ولای شیء أراك مهموما مكسور الخاطر والقلب فقلت فی هذه الساعة أحدثك على مهلی فقدمت لی الشراب وقالت دونك فانه يزيل همك فلا بد أن تشرب وتحدثنی بخبرك فقلت لها ان كان ولا بد فاسقينی بيدك فملأت القدح وشربته وملأته وناولتنی اياه فتناولته منها بيدی الشمال وفرت الدمعة من جفنی فانشدت هذه الابيات