فلما فرغت من شعري تناولت القدح بيدی الشمال وبكيت فلما رأتنی أبكی صرخت صرخة قوية وقالت ما سبب بكائك قد أحرقت قلبی وما لك تناولت القدح بيدك الشمال فقلت لها ان بيدی حبة فقالت اخرجها حتي أفقها لك فقلت ما هو وقت فقعها لا تطيلی علی فما أخرجها فی تلك الساعة ثم شربت القدح ولم تزل تسقينی حتي غلب السكر علی فنمت مكانی فابصرت يدی بلا كف ففتشنی فرأت معی الكيس الذی فيه الذهب فدخل عليها الحزن ما لا يدخل على أحد ولا زالت تتألم بسببی الى الصباح فلما أفقت من النوم وجدتها هيأت لی مسلوقة وقدمتها فاذا هی أربعة من طيور الدجاج واسقتنی قدح شراب فاكلت وشربت وحطيت الكيس وأردت الخروج فقالت أين تروح فقلت الى مكان كذا لازحزح بعض الهم عن قلبی فقالت لا تروح بل اجلس فجلست فقالت لی وهل بلغت محبتك ايای الى ان صرفت جميع مالك علی وعدمت كفك فاشهدك علی والشاهد الله انی لا افارقك وسترى صحة قولي ولعل الله استجاب دعوتی بزواجك وارسلت خلف الشهود فحضروا فقالت لهم اكتبوا كتابی على هذا الشاب واشهدوا انی قبضت المهر فكتبوا كتابی عليها ثم قالت اشهدوا ان جميع مالي الذی فی هذا الصندوق وجميع ما عندی من المماليك والجواری لهذا الشاب فشهدوا عليها وقبلت انا التمليك وانصرفوا بعدما أخذوا الاجرة ثم اخذتنی من يدی واوقفتنی على خزانة وفتحت صندوقا كبيرا وقالت لي انظر هذا الذی فی الصندوق فنظرت فاذا هو ملآن مناديل فقالت هذا مالك الذی أخذته منك فكلما أعطيتني منديلا فيه خمسون دينارا الفه وأرميه فی هذا الصندوق فخذ مالك فقد رده الله عليك وانت اليوم عزيز فقد جرى عليك القضاء بسبب حتى عدمت يمينك وأنا لا اقدر على مكافأتك ولو بذلت روحی لكان ذلك قليلا ولك الفضل ثم قالت لی تسلم مالك فتسلمته ثم نقلت ما فی صندوقها الى صندوقی وضمت مالها الى مالی الذي كنت أعطيتها اياه وفرح قلبی وزال همي فقمت فقبلتها وسكرت معها فقالت لقد بذلت جميع مالك ويدك فی محبتی فكيف أقدرعلى مكافأتك والله لو بذلت روحی فی محبتك لكان ذلك قليل وما أقوم بواجب حقك علی ثم انها كتبت لی جميع ما تملك من ثياب بدنها وصيغتها واملاكها بحجة وما نامت تلك الليلة الا مهمومة من أجلی حين حكيت لها ما وقع لی وبت معها ثم اقمنا على ذلك اقل من شهر وقوی بها الضعف وزاد بها المرض وما مكثت غير خمسين يوما ثم صارت من أهل الآخرة فجهزتها وواريتها فی التراب وعملت لها ختمات وتصدقت عليها بجملة من المال ثم نزلت من التربة فرأيت لها مالا جزيلا واملاكا وعقارات ومن جملة ذلك تلك المخازن السمسم التی بعت لك منها ذلك المخزن وما كان اشتغالی عنك هذه المدة الا لانی بعت بقية الحواصل والى الآن لم أفرغ من قبض الثمن فارجو منك انك لا تخالفنی فيما أقوله لك لانی أكلت زادك فقد وهبتك ثمن السمسم الذي عندك فهذا سبب أكلی بيدی الشمال فقلت له لقد أحسنت الی وتفضلت علی فقال لی لا بد ان تسافر معی الى بلادی فاني اشتريت متجرا مصريا واسكندرانيا فهل لك فی مصاحبتی فقلت نعم وواعدته على رأس الشهر ثم بعت جميع ما أملك واشتريت به متجرا وسافرت انا وذلك الشاب الى هذه البلاد التی هی بلادكم فباع الشاب متجره
صفحة:ألف ليلة وليلة.djvu/99
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.