صفحة:ألف ليلة وليلة (الجزء الأول).pdf/42

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
ألف ليلة وليلة (الجزء الأول)

مسمومًا، فعند ذلك تزحزح الملك وصاح، وقال: قد سرى فيَّ السم. فأنشد الحكيم رويان يقول:

تَحَكَّمُوا فَاسْتَطَالُوا فِي حُكُومَتِهِمْ
وَعَنْ قَلِيلٍ كَأَنَّ الْحُكْمَ لَمْ يَكُنِ
لَوْ أَنْصَفُوا أَنْصَفُوا لَكِنْ بَغَوْا فَبَغَى
عَلَيْهُمُ الدَّهْرُ بِالْآفَاتِ وَالْمِحَنِ
وَأَصْبَحُوا وَلِسَانُ الْحَالِ يُنْشِدُهُمْ
هَذَا بِذَاكَ فَلَا عَتْبٌ عَلَى الزَّمَنِ

فلما فرغ رويان الحكيم من كلامه، سقط الملك ميتًا من وقته. فاعلم أيها العفريت أن الملك يونان لو أبقى الحكيم رويان لأبقاه الله، ولكن أَبَى وطلب قتله فقتله الله، وأنت أيها العفريت لو أبقيتني لَأبقاك الله.

وأدرك شهرزاد الصباح فسكتَتْ عن الكلام المباح، فقالت لها أختها دنيازاد: ما أحلى حديثك! فقالت: وأين هذا ممَّا أحدِّثكم به الليلةَ القابلة إنْ عشتُ وأبقاني الملك؟ وباتوا تلك الليلة في نعيم وسرور إلى الصباح، ثم طلع الملك إلى الديوان، ولما انفضَّ الديوان دخل قصره، واجتمع بأهله.

٤٢