صفحة:ألف ليلة وليلة (الجزء الأول).pdf/547

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
فلما كانت الليلة ١٢٩

فلما سمع تاج الملوك ذلك الكلام، اشتغل قلبه بحب السيدة دنيا، ثم ركب جواده وأخذ معه عزيزًا، وتوجَّهَ به إلى مدينة أبيه، وأفرَدَ له دارًا ووضع له فيها كلَّ ما يحتاج إليه، ثم تركه ومضى إلى قصره ودموعه جارية على خدوده؛ لأن السماع يحل محل النظر والاجتماع، وما زال تاج الملوك على تلك الحالة حتى دخل عليه أبوه، فوجده متغيَّرَ اللون، فعلم أنه مهموم ومغموم، فقال له: يا ولدي، أخبرني عن حالك، وما جرى لك حتى تغيَّرَ لونك؟ فأخبره بجميع ما جرى له من قصة دنيا من أولها إلى آخِرها، وكيف عشقها على السماع، ولم ينظرها بالعين، فقال: يا ولدي، إن أباها ملك، وبلاده بعيدة عنَّا، فدَعْ عنك هذا وادخل قصر أمك. وأدرك شهرزاد الصباح، فسكتَتْ عن الكلام المباح.

٥٤٧