صفحة:إسحاق الموصلي (1951) - أبو الفرج الأصبهاني.pdf/8

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

ثم لم يتعلق بفهم ذلك أحد بعده فضلا عن أن يحتفه في كتابه ؛ فقد ألف جماعة من المغنين كتبا، منهم يحيى المكي، وكان شيخ الجماعة وأستاذهم، وكلهم كان يفتقر إليه ويأخذ عنه غناء الحجاز، وله صنعة كثيرة حسنة متقدمة، وقد كان إبراهيم الموصلي وابن جامع يضطران إلى الأخذ عنه، ألف كتاباً جمع فيه الغناء القديم، وألحق فيه ابنه الغناء المحدث إلى آخر ايامه، فأتيا فيه في أمر الأصابع بتخليط عظيم، معنى جملا أكثر ما جنساه من ذلك مختلطاً فاسدا، و جملا بعضه، فيا زعما، تشترك الأصابع كلها فيه .

وهذا محال ؛ ولو اشتركت الأصابع لما احتيج إلى تمييز الأغاني ونصيرها مقسومةً على صنفين : الوسطى والبنصر .

والكلام في هذا طويل ليس موضعه هاهنا ؛ رقد ذكرته في رسالة عملتها لبعض إخواني من سألني شرح هذا، فأثبته واستقصينه استقصاء ستغنى به عن غيره .

وهذا كله فعله إسحاق واستخرجه بتمييزه، حتى اتى على كل ما سته الأوائل مثل إقليدس ومن قبله ومن بعده من أهل العلم الموسيقى، ووافقهم بطبعه وذهنه فيها قد أفنوا فيه الدهور، من غير أن يقرأ لهم كتاباً أو يعرفه .

حدثني1 علي بن يحيى المنجم قال :

كنت عند إسحاق بن إبراهيم بن مصعب، فسأل إسحاق الموصليّ،


  1. الحديث لجعفر بن قدامة.
٨