صفحة:إسحاق الموصلي (1951) - أبو الفرج الأصبهاني.pdf/9

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

أو سأله محمد بن الحسن بن مصعب، بحضرتي، فقال له : يا أبا محمد، أرأيت لو أن الناس جعلوا للعود وترأ خامساً للنغمة الحادة التي هي العاشرة على مذهبك، أين كنت تخرج منه ؟

فبقي إسحاق واجماً ساعة طويلة مفكراً، واحمرت أذناه وكانتا عظيمتين، وكان إذا ورد عليه مثل هذا احمر تا و کشر و الوعه بهما ؛ فقال لمحمد بن الحسن : الجواب في هذا لا يكون كلاماً إنما يكون بالضرب . فإن كنت تضرب أريتك أين تخرج!

فخجل وسكت عنه مغضباً، لأنه كان أميراً وقابله من الجواب بما لا يحسن، فحلم عنه.

قال علي بن يحيى : فصار إلي به وقال لي : يا أبا الحسن، إن هذا الرجل سألني عما سمعت، ولم يبلغ عليه ان يستنبط مثله بقريحته، وإنما هو شيء قرأه من كتب الأوائل، وقد بلغني أن التراجمة عندهم يترجمون لهم كتب الموسيقى، فإذا خرج إليك منها شيء فأعطنيه فو عدته بذلك، ومات قبل أن يخرج إليه شيء منها .

وإنما ذكرت هذا بتام أخباره كلتها ومحاسنه وفضائله، لأنه من أعجب شيء يؤثر عنه : أنه استخرج بطبعه علماً رسمته الأوائل لا يوصل الى معرفته إلا بعد علم كتاب إقليدس الأول في الهندسة ثم ما بعده من الكتب الموضوعة في الموسيقى، ثم تعلم ذلك وتوصل إليه و استنبطه بقريحته، فوافق ما رسمه أولئك، ولم يشذ عنه شيء يحتاج إليه منه، وهو لم يقرأه ولا له مدخل إليه ولا تعرفه، ثم تبين بعد هذا،

٩