صفحة:الآثار النبوية (الطبعة الأولى).pdf/101

تم التّحقّق من هذه الصفحة.
- ١٠١ -

ابن الجوزي1 روى أنَّ لواءه2 أبيض مكتوب فيه: لا إله إلا الله محمد رسول الله». اهـ.

وفي الكامل لابن الأثير ومعجم البلدان لياقوت أن خالد بن الوليد رضي الله عنه لما سار من العراق لفتح الشام ووصل إلى الثنية المشرفة على غوطة دمشق كان ناشراً رايته، وهي راية كانت لرسول الله صلى الله عليه وسلم تسمى العقاب، فوقف عليها ساعة فسميت ثنية العقاب، وقيل: سميت بعقاب من الطير سقطت عليها والأول أصح. انتهى ملخصاً منهما. وجاء عنها في آثار الأول في ترتيب الدول أنها كانت سوداء وأنها ركزت على جبل دمشق عَلَى الثنية فسميت بها وهي ثنية العقاب. وفي تاريخ اليعقوبي ما نصه: «وروى بعضهم أن خالد بن الوليد سار إلى غوطة دمشق ثم فرعها إلى ثنية ومعه راية بيضاء3 تدعى العقاب فيها سميت ثنية العقاب».

قلنا: ومن عند خالد بن الوليد انقطع خبر هذه الراية في التاريخ، فلم نقف عَلَى انتقالها أو انتقال غيرها من الرايات النبوية إلى أحد من الخلفاء أو الملوك سوى ما يدعيه الترك في اللواء المحفوظ مع الآثار القسطنطينية وما رواه الجبرتي عن لواء آخر سمته العامة بمصر بالبيرق النبوي.


  1. في حاشية البرهان الحلبي أن المراد الواعظ المؤرخ أبو المظفر يوسف المعروف بسبط ابن الجوزي صاحب مرآة الزمان المتوفى سنة ٦٥٤.
  2. ذكر البرهان الحلبي عن أبي ذر الفرق بين اللواء والراية بأن اللواء ما كان مستطيلاً والراية ما كان مربعاً.
  3. شذ اليعقوبي في جعلها بيضاء، فإن من ذكر لون العقاب من المؤرخين ذكر أنها كانت سوداء.